وفي إطار فعاليات اليوم الثالث من المهرجان الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شاركت في إحياء الأمسية كل من مجموعة "إثران" الأمازيغية العريقة، إلى جانب الفرقة الأسطورية "ناس الغيوان"، وفنان الراب المتميز "موبيديك".
وعاش الجمهور لحظات ساحرة على إيقاعات فرقة "إثران" التي أمتعت عشاق موسيقاها الحالمة والمحتفية بالحب والسلم، بباقة من أبرز أعمالها.
وقبل نهاية حفل "إثران"، تم تكريم أعضاء الفرقة بجائزة "الخلالة الذهبية" التي خصصتها لهم لجنة الجوائز التابعة للمجلس الوطني للموسيقى نظير إسهامهم الكبير في إثراء المشهد الفني عامة والريبرتوار الأمازيغي بشكل خاص.
والتهب حماس الجماهير عند اعتلاء يونس طالب، المعروف فنيا بلقب "موبيديك"، الخشبة، حيث ردد الحضور كلمات كل الأغاني التي أداها الفنان، والتي تعكس، بشكل مباشر وعفوي، آمال الشباب في غد أفضل.
وخصت هذه الدورة من المهرجان الفنان "موبيديك"، الذي يعتبر أول "رابور" يشارك في هذه التظاهرة السنوية الكبرى، بالنسخة الأولى من جائزة "أحسن رابور" تشجيعا له لتقديم المزيد لهذا اللون الموسيقي الشبابي.
واختتمت مجموعة "ناس الغيوان" هذه الأمسية في جو من "النوستالجيا الدافئة"، حيث غنت الجماهير مع الفرقة بعضا من "الخالدات الغيوانية" التي أضحت تراثا موسيقيا مغربيا أصيلا.
وتم تتويج الفرقة بجائزة "الفارابي"، سعيا من لجنة الجوائز التابعة للمجلس الوطني للموسيقى لتقديم الشكر والعرفان ل"ناس الغيوان" لقاء كل ما قدمته المجموعة للموسيقى المغربية على مر الأجيال.
وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة، عبر مؤسس مجموعة "إثران" ميمون رحموني، باسمه وباسم أعضاء المجموعة، عن فخره بالمشاركة في هذه النسخة من "صيف الأوداية"، معتبرا أنه "حلم أصبح واقعا".
وعن تتويج المجموعة بجائزة "الخلالة الذهبية" من طرف المنظمين، أكد ميمون رحموني أن الأمر يتعلق "بتتويج مسار فني عمره أكثر من 40 سنة"، مضيفا أن "هذا التتويج بمثابة تحفيز للمجموعة للاستمرار وتطوير نهجها الفني".
من جهته، قال يونس طالب (موبيديك) "إن تجديد اللقاء بالجمهور في هذا المكان له طعم خاص"، مشيرا إلى أنه أمضى عمرا طويلا من حياته في منطقة حسان.
وأعرب الفنان عن امتنانه بحصوله على جائزة "أحسن رابور" التي اعتبرها "اعترافا جميلا بالمجهودات التي بذلها من أجل تطوير فن الراب بالمغرب".
وبالنسبة لعمر السيد، أحد الأعضاء المؤسسين ل"ناس الغيوان"، فإن "من شأن هذه التظاهرة أن تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الموروث الفني مع دعم وتشجيع الفنانين الشباب".
وأكد عمر السيد أن "الفنانين الشباب يملكون طاقات لا حدود لها وقدرة كبيرة على الإبداع، وهم قادرون على حمل المشعل إذا تم دعمهم وتشجيعهم".
يشار إلى أن فعاليات هذه التظاهرة ستختتم في 30 من يوليوز الجاري بأمسية موسيقية تؤثثها مجموعة "هرمانوس"، التي تجمع الإخوان العلوي والإخوان تونة من دول المغرب والشيلي وفنزويلا والبيرو، ثم الفنان مجيد بقاس، والفنان سامي راي.