وزار وفد جمهورية نيجيريا الفيدرالية المركب المينائي والصناعي طنجة المتوسط، الذي دخل مؤخرا إلى قائمة أكبر 20 ميناء لشحن الحاويات بالعالم، وهي الزيارة التي مكنت من تسليط الضوء على نجاح المغرب في قطاع اللوجستيك المينائي والابتكار الصناعي.
كما اطلع أعضاء الوفد على منشآت مركب طنجة المتوسط لمعاينة آخر التطورات التي اعتمدها الميناء في مجال النقل البحري، والتي مكنته من استقبال مؤخرا أول سفينة ذات سعة كبيرة تعمل بغاز الميثانول، ما شكل مرحلة حاسمة في توجه نزع الكربون من النقل البحري، بالإضافة إلى زيارة رصيف مناولة السيارات الجديدة، والذي عالج خلال السنة الماضية ما يفوق 570 ألف سيارة، حوالي 520 ألف سيارة من بينها مصنعة بالمغرب وموجهة نحو التصدير.
وأعرب وزير الاقتصاد البحري والاقتصاد الأزرق النيجيري، أديغبوييغا أويتولا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إعجابه بالبنيات التحتية المينائية المتطورة بطنجة المتوسط، وكذا بجودة الخدمات المقدمة وفعاليتها، مشيرا إلى أن الشراكة مع المملكة المغربية ستمكن من استلهام التجربة المغربية وتطبيقها بنيجيريا.
وأبرز أن المغرب حقق خطوات كبيرة نحو الأمام بفضل ميناء يعتبر من الأوائل على صعيد العالم، مشيدا بالمناسبة ذاتها بفعالية ونجاعة وسرعة الخدمات، لاسيما ما يتعلق بالنقل ومناولة الحاويات.
من جهته، ذكر مدير سلطات الموانئ بنيجيريا، محمد بيلو كوكو، أن الوفد يقوم بزيارة للمغرب للاطلاع على التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال البنيات التحتية المينائية، سواء على مستوى مناولة الحاويات أو على مستوى الصيد البحري، وكذا لإرساء تعاون ثنائي متقدم، مؤكدا أن المملكة المغربية تقوم وتواصل القيام بعمل ممتاز في هذا المجال.
كما نوه بالتقدم المهم والمكتسبات التي حققتها المملكة في هذا المجال، مضيفا ان ميناء طنجة المتوسط يعتبر ميناء عصريا، حيث أن جل الخدمات التي يقدمها مؤتمتة، كما يتميز بتواجد كبريات الشركات العالمية به.
إثر ذلك، قام الوفد بزيارة سوق السمك المرقمن بميناء الصيد البحري بطنجة، حيث حضر عرضا حول المزادات الرقمية لبيع منتجات الصيد البحري، وهي خطوة مبتكرة تندرج في إطار مسلسل تحديث المكتب الوطني للصيد البحري، وتروم هذه الخطوة الجديدة تثمين منتجات الصيد وتحسين موثوقية وسرعة المعاملات التجارية وتجويد تدبير مسلسل البيع.
وعاين أعضاء الوفد كيف مكنت هذه الآلية الجديدة المشترين من المشاركة في عملية البيع بطريقة سلسة وآمنة ومرقمنة بفضل تحديث العتاد المعلوماتي لتدبير عمليات البيع وإدخال التكنولوجيات الحديثة عليه، وهو تطور يعتبر مرحلة أساسية في سبيل إدخال تحسينات جديدة على عملية البيع مستقبلا، لاسيما البيع عن بعد.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذه الزيارة، أكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للصيد البحري، أمينة الفيكيكي، أن الزيارة مكنت الوزير النيجيري والوفد المرافق له من الاطلاع على كيفية التدبير المرقمن لعمليات البيع، مضيفة أن الرقمنة تشكل مرحلة مهمة في مسلسل تطوير بيع الأسماك بالمزاد الذي ينفذه المكتب.
وأضافت أن الوفد تمكن أيضا من اكتشاف مختلف مراحل وإجراءات سير هذه العملية في ظروف حسنة، لاسيما مسلسل البيع من تفريغ السمك إلى التصديق عليه من قبل الأطباء البياطرة التابعين للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).
وخلصت إلى أن الزيارة "مكنتنا من تقاسم التجربة والخبرة المغربيتين مع شركائنا، لكي يكون بمقدورهم بعد ذلك تطوير عملياتهم".
وخلال إقامته بالمغرب ، سيقوم الوفد النيجيري بزيارات لعدة مشاريع هيكلية في المملكة، لا سيما في كل من مدينة الداخلة، أكادير، والدار البيضاء، وبوزنيقة.
وستعزز هذه الزيارات تبادل الخبرات والشراكات الاستراتيجية بين البلدين، مع تسليط الضوء على جهود المغرب المبذولة في مجال التنمية المستدامة والشاملة.