وقد أشرفت شركة العمران بجهة فاس – مكناس، صاحبة المشروع، على هذه الأشغال بغلاف مالي يفوق 5ر10 مليون درهم.
وتمحورت عملية إعادة تأهيل المنتزه حول عدة محاور استراتيجية بهدف خلق فضاء متعدد الاستعمالات يمزج بين الطبيعة والترفيه والثقافة. وتمثلت أبرز جوانب هذه العملية الهامة في تهيئة فضاءات خضراء مصممة خصيصا لاستقبال الأسر ومجموعات الأصدقاء الباحثين عن الاسترخاء.
كما تم الحرص على تلبية انتظارات عشاق التنزه سيرا على الأقدام وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مع خلال إنشاء مسارات للمشي ومرافق مخصصة للرياضات البيئية.
ومن ضمن الابتكارات التي تضمنها المشروع هو وضع مسارات لركوب الخيل، حيث تساهم هذه المبادرة في فتح آفاق جديدة لعشاق الفروسية، وتتيح تجربة فريدة من نوعها لاكتشاف المنتزه على إيقاع الحوافر.
وفي سياق متصل، تم إيلاء أهمية خاصة للبُعد الثقافي وكذا المتعلق بالصناعة التقليدية، حيث تمت تهيئة فضاءات مخصصة لعرض المنتجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية. وتشكل هذه الفضاءات نافذة لصناع التقليديين بالجهة تتيح للزوار اكتشاف واقتناء الإبداعات الأصيلة.
بدوره، حظي الماء، العنصر الأساسي للمنتزه، بعناية خاصة حيث سيمكن إحداث مجار مائية طبيعية واصطناعية من تعزيز جمالية المنتزه وفسح المجال للزوار للاسترخاء والانتعاش.
وشكلت تهيئة عين مائية طبيعية أحد العناصر الأساسية لعملية تجديد هذه الجوهرة الطبيعية. وتساهم هذه العين التي تم تثمينها في استقطاب العديد من الزوار المتوافدين للاستمتاع بفوائد مياه عين فيتال.
وتم كذلك الحرص على إغناء التنوع البيولوجي للمنتزه من خلال تنويع الأشجار والنباتات الطبيعية.
وكانت الارتسامات الأولى للزوار حول المنتزه جيدة، خاصة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين قدموا رفقة أسرهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت غزلان من أفراد الجالية المغربية المقينة بفرنسا على الجاذبية الخاصة التي يحظى بها منتزه عين فيتال بإفران من قبل الزوار الباحثين عن الانتعاش والاسترخاء.
وأبرزت أن هذا الفضاء يتوفر على خصائص مميزة "حيث نستمتع هنا بدرجات حرارة معتدلة ، تقل بنحو 10 درجات مائوية مقارنة بالمدن المجاورة مثل فاس أو مكناس".
كما أثنت على حفاوة الاستقبال التي تميز السكان المحليين، مشيدة بالطابع التقليدي المعتمد في تهيئة الأكشاك المخصصة لبيع المنتجات المجالية التي تتيح نافذة للتعرف على منتجات الصناعة التقليدية والنكهات المحلية، معتبرة أن ذلك يساهم في تثمين تراث الجهة ويتيح للزوار خوض تجربة استثنائية ورائعة.
وفي تصريح مماثل، أعربت ملاك، من أفراد الجالية المغربية المقيمة بكندا، عن إعجابها بالتحول الكبير الذي شهده منتزه عين فيتال.
ونوهت، في هذا السياق، بالمسارات الجديدة للمشي التي تتيح استكشاف الجمال الطبيعي للموقع، مثنية أيضا على النظافة التي تميز هذا المتنفس والتحسن الملحوظ للأنشطة والخدمات التي يقترحها على زواره من مختلف الأعمار.
كما تعززت الخدمات المقدمة للزوار بإحداث موقف للسيارات، وبناء إسطبل للخيول من أجل تعزيز عرض الفروسية بالمنتزه.
وأكد عمر سراج، رئيس جمعية سياحة الفروسية بعين فيتال، على الطابع الشمولي لهذ المشروع، مشيدا بإنشاء إسطبل عصري.
وأشار إلى أن هذا المبادرة تجسد الاهتمام الذي يحظى به جميع الفاعلين بالمنتزه، معتبرا أن الفضاء المخصص للخيول يمكن من حمايتها من أشعة الشمس في فصل الصيف وسوء أحول الطقس في فصل الشتاء".
وأكد السيد سراج أن الاهتمام برفاهية ورعاية الحيوان يساهم بالإضافة إلى تحسين ظروف عمل مهنيي سياحة الفروسية في إغناء تجربة الزوار.
والأكيد أن إفران، من خلال مشروع إعادة تهيئة المنتزه الطبيعي عين فيتال، تفرض نفسها كوجهة متميزة لعشاق الطبيعة والأسر الباحثة عن الانتعاش والاسترخاء.