وبالفعل، فإن المياه المالحة تعد تحديا للسكان وكذا بالنسبة للقطاعات المعنية التي أطلقت مشاريع كبرى على مستوى الإقليم تهدف إلى تحسين الولوج إلى مياه الشرب وتحسين جودتها.
وهكذا، فإن خمس محطات لإزالة الأملاح من الجيل الجديد، تعمل بالفعل على مستوى الإقليم، بهدف تحسين جودة مياه الشرب، وكذا تعميم الوصول إليها وتعزيز القدرة الإنتاجية من الماء.
وأوضح المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) زيات خالد عبد اللطيف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن محطة ازالة الاملاح المعدنية بزاكورة بمعدل صبيب يصل الى 60 لترا في الثانية، يستفيد منها أزيد من 60 ألف ساكن بمدينة زاكورة وجماعة تمكروت، وهي أكبر محطة من نوعها على مستوى جهة درعة تافيلالت.
وقال السيد عبد اللطيف، إن محطة المعالجة هذه، التي أطلقها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب سنة 2018، لسد العجز المسجل بزاكورة وتمكروت في مجال مياه الشرب، تطلبت استثمارا بقيمة 80 مليون درهم و تشتغل بتقنية التناضح العكسي.
وأوضح أن "المياه تمر بعدة مراحل من المعالجة والتصفية وإضافة المعادن والتطهير قبل الحصول على مياه معالجة جيدا يتم نقلها إلى الخزانات المخصصة للتوزيع"، مضيفا أنه من المقرر إنشاء ثلاث محطات أخرى لازالة المعادن في تغبالت وتزارين والنقوب.
وأشار السيد عبد اللطيف إلى إحداث 13 محطة متنقلة لتحلية الماء بقيمة 89 مليون درهم لفائدة ساكنة تناهز 52 ألف نسمة. والجماعات المستفيدة من هذه المحطات المتنقلة هي كتاوة، وتغبالت، وأولاد يحي لكراير، وتمزموط، وآيت بوداود، وتانسيفت، وأفرا، ومزكيطة، ولابليدة (02)، وآيت ولال وتفتاشنا (02).
وتندرج هذه الإجراءات في إطار مشروع طموح، تم إطلاقه منذ عام 2020، يهدف إلى اقتناء 44 وحدة متنقلة لتحلية المياه وازالة المعادن بالإضافة إلى إطلاق 219 محطة مماثلة لمعالجة ما يزيد عن 70 مليون متر مكعب في السنة بهدف تعزيز تأمين التزود بالماء في مختلف المناطق في الوسط القروي.
وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين الولوج إلى الماء الصالح للشرب بالإقليم، باشرت وزارة الداخلية بالتعاون مع المجالس المنتخبة، باقتناء 35 شاحنة صهريجية ذات أحجام مختلفة بهدف نقل الماء الصالح للشرب إلى الدواوير الأكثر تضررا من نقص المياه بالوسط القروي.
وقال محمد جريد، مدير حظيرة السيارات بعمالة زاكورة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن حوالي 200 دوار يستفيدون من هذه العملية التي تندرج في إطار البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الشروب.
وأكد السيد جريد، أن عمالة زاكورة تعتزم تشغيل 12 شاحنة صهريج إضافية بهدف تعزيز الولوج إلى المياه على مستوى الإقليم الذي يتوفر على خبرة طويلة في مجال توزيع المياه بفضل التدخلات السابقة لمؤسسة محمد السادس للتضامن أو تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ومن جهة أخرى، أكد العديد من المستفيدين على مستوى الدواوير المعنية بتوزيع الماء الصالح للشرب، على الأهمية الحاسمة لهذه العملية، التي تتيح لهم الولوج اليومي والدائم إلى هذا المورد الحيوي.
وتجدر الإشارة إلى أن المصالح المعنية اقتنت 1209 شاحنة صهريجية و 9717 صهريجا بلاستيكيا وخصصت ميزانية مهمة لتأجير شاحنات صهريجية بهدف ضمان توفير الماء الصالح للشرب لساكنة يبلغ عددها حوالي 3 ملايين نسمة في المناطق القروية المتضررة من نقص المياه.