وهكذا، شرعت فرق البحث المكلفة بالإحصاء، تحت إشراف المديرية الإقليمية للمندوبية السامية للتخطيط بإقليم تطوان، منذ صباح امس في التنقل عبر تراب 20 جماعة قروية وجماعتين حضريتين، لجمع المعطيات ذات الأهمية التي من شأنها التخطيط للتنمية الوطنية والمحلية والسياسات العامة خلال العشرية المقبلة.
ويأتي إنجاز هذه العملية الاستراتيجية، الممتدة إلى غاية 30 شتنبر الجاري، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وانسجاما مع توصيات لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة، حيث ستمكن من إعطاء صورة حقيقية حول السكان والسكنى.
وتميزت هذه العملية، منذ إنطلاقتها أمس، بانخراط ومشاركة المواطنين الذين أبانوا على تعاونهم وإنخراطهم التلقائي، وذلك بفضل الحملة التحسيسية التي أطلقتها المندوبية السامية للتخطيط، والتي سلطت الضوء على الحاجة إلى مشاركة المواطنين لإنجاح هذه العملية على المستوى الوطني، هذا إلى إنخراط وتعبئة السلطات الإقليمية من أجل إنجاح هذا الورش الاحصائي العام.
وأكدت المشرفة الإقليمية للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 على مستوى إقليم تطوان، نرجس سقوط، على أنه تم تخصيص يومي 30 و 31 غشت الماضي لتمكين الباحثين من التعرف على الاحصاء، عبر القيام بجولات بتنسيق مع السلطة المحلية والمشرفين الجماعيين، حيث توج بعقد لقاء تواصلي مع المشرفين لانطلاق عملية الاحصاء بجميع تراب الإقليم.
وأضافت المنسقة الإقليمية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن سلسلة الدورات التكوينية لفرق الإحصاء وحملات التوعية والتحسيس ساهمت بشكل كبير في تعبئة الجميع، مشيرة إلى أن عملية الإحصاء تسير بشكل جيد بفضل الموارد المعبأة لتحقيق الأهداف المحددة.
على مستوى إقليم تطوان، أشارت نرجس سقوط أنه تعبئة 696 باحثا و 193 مراقبا و 16 مشرفا، حيث وضعت رهن إشارتهم 100 سيارة، إلى جانب عدد من أدوات العمل الحديثة، مشيدة بـالتقدم السلس للعملية، والتعاون المثمر للسلطات المحلية ومصالح وزارة الداخلية ومختلف الفاعلين المحليين.
وفي تصريحات متفرقة لبعض المواطنين الذين شملتهم عملية الاحصاء، عبروا المواطنون عن انخراطهم في هذا الورش الاحصائي، لما له من أهمية وطبيعة استراتيجية، تتطلب الادلاء بمعطيات صحيحة وواقعية، قصد مساعدة الفاعلين والمدبرين الوطنيين والمحليين في اتخاذ القرارات الصائبة والناجعة.
وحسب المندوبية السامية للتخطيط، ستمكن هذه العملية ذات الطابع الاستراتيجي، من إعطاء صورة حقيقية حول السكان والسكنى.
من أجل إنجاح الإحصاء، تمت تعبئة 55 ألفا من الموارد البشرية (باحثين ومراقبين ومشرفين جماعيين)، حيث سيتم تجميع معطيات الإحصاء بالاعتماد على تطبيق معلوماتي، تم تطويره من طرف أطر المندوبية السامية للتخطيط وتثبيته على لوحات رقمية تحدد بدقة حدود الدوائر والمسارات التي سيتبعها الباحثون خلال إجراء الإحصاء، وكذا الاستمارات وقواعد التحقق من صحة وانسجام المعطيات المجمعة، مما سيسهل معالجة المعلومات المجمعة في عين المكان قبل إرسالها مباشرة إلى مركز تدبير المعطيات.