وشملت هذه الزيارة عددا من الجماعات الترابية التي لحقتها آثار الزلزال، والذي تضررت بفعله بعض المؤسسات التعليمية إما كليا أو جزئيا، إذ عملت الوزارة على وضع وتنزيل برنامج عام لتأهيل وإعادة بناء هذه المؤسسات، من أجل تأهيل العرض التربوي وضمان استمرارية الخدمة التعليمية العمومية بهذه المناطق في ظروف مثلى لفائدة الأطفال والساكنة.
وبهذه المناسبة، اطلع السيد بنموسى، على عدد من المؤسسات التعليمية التي تم تأهيلها بإقليم الحوز، إذ شملت الزيارة، على مستوى جماعة آسني، مركزية "مجموعة مدارس آسني" وداخلية "الثانوية الإعدادية الأطلس الكبير" وداخلية "الثانوية التأهيلية آسني".
وبجماعة تحناوت، تفقد الوزير والوفد المرافق له مدرسة "المسيرة الخضراء الابتدائية"، حيث التقى بهيئة التدريس وجمعية أولياء أمور تلاميذ المؤسسة.
واطلع السيد بنموسى أيضا، بالجماعة الترابية أمزميز، على المشروع التربوي لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بمركز دوار شمسي لرعاية الأيتام، حيث تفقد مجموع المرافق المكونة له من مراقد موزعة حسب السن والأقسام متعددة المجالات التي تقدم مختلف الأنشطة والمرافق الصحية.
كما تمت زيارة المدرسة الابتدائية وادي الذهب بالجماعة الترابية أغواطيم، والتي ستكون من مؤسسات الريادة ابتداء من الموسم الدراسي الحالي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السيد بنموسى، إن الأطراف المعنية كلها ومنذ حدوث الزلزال سابقت الزمن لاستقبال الموسم الدراسي الجديد في ظروف أحسن، مؤكدا أن التلاميذ الذين كانوا يتابعون دراستهم في الخيم المدرسية المجهزة والوحدات مسبقة الصنع، أو في داخليات مدينة مراكش، قد عادوا هذا الموسم لمتابعة تحصيلهم في المؤسسات التعليمية داخل إقليم الحوز.
وأبرز أن المجهودات ركزت كذلك على الرفع من عدد المنح من أجل توفير ظروف استقبال جيدة بالداخليات، وتعزيز منظومة النقل المدرسي بتنسيق مع السلطات المحلية والمجالس الإقليمية لمواكبة حاجيات الساكنة.
وأشار الوزير إلى أن عددا من المؤسسات التعليمية تم تأهيلها وفتحت أبوابها للاشتغال، وتم إعطاء انطلاقة أشغال إعادة بناء المؤسسات الأخرى التي تضررت بشكل كلي، مضيفا أن "هذه الأخيرة ستفتح أبوابها خلال الشهور المقبلة، وستساعدنا على تحسين ظروف استقبال تلاميذ الحوز".
من جهته، أكد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز، محمد زروقي، في تصريح مماثل، أن عملية إعادة البناء والتأهيل في العديد من المؤسسات التعليمية عرفت تقدما مهما، ومن جهة أخرى شرع عدد مهم من المؤسسات في تقديم الخدمة التربوية والتعليمية.
وأبرز أنه تم إعطاء الداخليات أولوية كبيرة لما لها من دور مهم في تيسير ظروف تمدرس التلميذات والتلاميذ، مشيرا من ناحية أخرى، إلى أنه تم إرجاع 3000 تلميذ وتلميذة، كانوا قد حُولوا السنة الماضية إلى داخليات مراكش نظرا لتضرر مؤسساتهم، إلى مؤسساتهم التعليمية الأصلية بعدما تم تأهيلها.
وفي هذا الصدد، أضاف المسؤول نفسه أنه تم اعتماد حلول بديلة من أجل تقريب التلاميذ من أسرهم، لتعزيز الاستقرار النفسي الذي يعتبر شرطا أساسيا للتحصيل الدراسي.
يشار إلى أن برنامج إعادة بناء المؤسسات التعليمية يشمل شطرين من المشاريع، تم إنجاز شطر مهم منه، على أن تتم مواصلة تأهيل وإعادة بناء المؤسسات المتبقية، والتي ستفتح أبوابها لاستقبال التلاميذ مباشرة بعد الانتهاء من هذه الأشغال.
وبشكل تدريجي سيمكن هذا البرنامج، مع مطلع الموسم الدراسي 2025/2026، من استكمال جميع عمليات التأهيل وإعادة البناء المتعلقة بالمؤسسات التعليمية.
وبلغ عدد المؤسسات التعليمية التي لحقت بها أضرار جراء الزلزال 1.730 مؤسسة تعليمية، بما فيها الفرعيات المدرسية، منها 258 مؤسسة تستلزم إعادة البناء كليا (15 في المائة)، و688 مؤسسة تستلزم التأهيل وإعادة البناء جزئيا (40 في المائة)، و784 مؤسسة تستلزم التأهيل (45 في المائة).