فمنذ الأيام الأولى التي أعقبت الزلزال، شكلت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) فرق عمل متخصصة لتتبع أشغال الترميم والتأهيل العاجلة للمعالم التاريخية والمواقع الأثرية المتضررة.
كما اتخذت تدابير عاجلة أخرى، في إطار المرحلة الأولى الرامية أساسا إلى إعادة فتح المعالم الأثرية التي تلقى اقبالا أكثر من طرف سياح وزوار مدينة "السبعة رجال"، وعلى رأسها قصر الباهية، وقصر البديع، ومقابر السعديين، في انتظار تنفيذ برنامج عام وشامل يضم مجموعة من التدخلات الأكثر اتساقا، بالاستناد على دراسات تقنية متعمقة.
ومكّن هذا المجهود الكبير المبذول من قبل وحدات الوزارة والسلطات المختصة من إعادة فتح هذه المواقع في وقت قياسي وذلك في بداية أكتوبر 2023.
وفي هذا الصدد، أكد مفتش المباني التاريخية والمواقع بالمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي جمال أبو الهدى عبد المنعم، أنه "تم إحصاء حوالي 60 موقعا ومبنى تاريخيا متضررا من زلزال الحوز، بما في ذلك قصر الباهية والبديع ومقابر السعديين، وأسوار المدينة العتيقة، ودار الباشا ودار السي سعيد، بالإضافة إلى المساجد التاريخية مثل الكتبية".
وأضاف جمال أبو الهدى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المواقع المتضررة خضعت لعمليات ترميم مستعجلة، مبرزا أن المرحلة الثانية من إعادة التأهيل العامة ستنطلق بمجرد إنهاء إعداد الدراسات التقنية.
وشدد المسؤول ذاته على أن الوزارة الوصية خصصت مبلغا ماليا قدره 120 مليون درهم لتمويل مختلف هذه التدخلات، مبرزا أن الهدف الأسمى هو أن تستعيد هذه المعالم حيويتها ورونقها، مع إضافة لمسات تعزز من جاذبيتها وتحافظ على أصالتها.
من جانبها، أكدت محافظة قصر الباهية، حنان لبشير، في تصريح مماثل، أنه بفضل جهود مختلف الفاعلين، تم في البداية العمل على ترميم الأجزاء المتضررة، مذكرة بأن قصر الباهية أعاد فتح أبوابه بعد شهر واحد من الزلزال (9 أكتوبر 2023) لاستقبال زواره في أمان.
وتابعت أنه تم بعد ذلك إطلاق الدراسات التقنية اللازمة والمعمقة من قبل مكاتب الخبرة والمراقبة، مشيرة إلى أن الأضرار التي لحقت هذه المعلمة أثرت على 30 في المائة من الموقع (الأسطح، الأبواب، الممرات والجدران).كما أن التدخلات الأولى للترميم والتعزيز تمت يوما بعد حدوث الزلزال.
وإذا كانت الآثار والمواقع التاريخية التي يقصدها زوار المدينة الحمراء قد تضررت من تداعيات زلزال الحوز، فإن الجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين مكنت من استعادة ألق هذا الموروث الثقافي الزاخر الذي يشكل رافدا حضاريا حيويا للمدينة الحمراء.