وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث المهم، المنعقد تحت شعار "وكالات الأنباء الإفريقية.. أي استراتيجيات في مواجهة الذكاء الاصطناعي؟"، أيضا بمشاركة السيد فؤاد عارف، رئيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، وسفير المغرب في كوت ديفوار، السيد عبد المالك الكتاني، ونائبة رئيس الفيدرالية والمديرة المركزية لوكالة الأنباء الإيفوارية، السيدة أومو باري سانا، إلى جانب المدير العام لوكالة الأنباء البلغارية، السيد كيريل فالشيف، الذي تلقى دعوة من وكالة الأنباء الإيفوارية.
كما حضر هذه الجلسة أعضاء المجلس التنفيذي للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، ومديرون عامون، وإعلاميون، وكذا شخصيات أخرى.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الاتصال الإيفواري أن الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية باعتبارها أداة "مندمجة" لإرساء تعاون تقني فعلي، ينبغي أن تساهم، على الخصوص، في تعزيز نظام لبث الأخبار يستجيب لطموحات الدول، فضلا عن تيسير بروز شبكة لوكالات الأنباء الإفريقية قادرة على منافسة وكالات الأنباء العالمية.
وبعد أن أشار إلى أن الثورة الرقمية أدت إلى ظهور سلوكيات تتعارض في غالب الأحيان مع المبادئ الأخلاقية ومع أخلاقيات المهنة، تساءل السيد كوليبالي حول سبل التحلي باليقظة إزاء الرهانات والتحديات الرقمية التي تواجهها وكالات الأنباء في هذا العصر الرقمي.
ويرى الوزير أن الذكاء الاصطناعي، باعتباره أداة تحول كبرى، يتيح فرصا مهمة لتجويد عمليات إنتاج الأخبار وبثها، بما يسمح ليس فقط بتسريع معالجة البيانات وإنتاج محتوى آلي، بل أيضا بتحليل التوجهات واستشراف احتياجات العموم من الأخبار.
وفي هذا الصدد، شدد السيد كوليبالي على "الأهمية البالغة" التي يكتسيها التعامل مع هذا الموضوع بحكمة ومسؤولية، حتى تحافظ وكالات الأنباء على استقلاليتها التحريرية ودقتها المهنية في مواجهة هذه الثورة التكنولوجية.
من جانبها، أشارت نائبة رئيس الفيدرالية والمديرة المركزية لوكالة الأنباء الإيفوارية إلى أنه في الوقت الذي يتم فيه تداول الأخبار بسرعة فائقة بفضل التقنيات الجديدة، "يتحتم علينا التفكير بشكل جماعي في وقع هذه التغييرات على دورنا ومسؤوليتنا كصحافيي الوكالة".
واعتبرت أن مكافحة الأخبار المضللة أضحت معركة حقيقية من أجل ضمان الموثوقية والمصداقية، داعية أعضاء الفيدرالية إلى التفكير في أنسب السبل لمجابهة هذه التحديات.
وبعد أن أبرزت أهمية التكوين في مجال الصحافة الاستقصائية وضرورة التحقق من الأحداث، أشارت إلى أن مبادرات مثل منصات التحقق من الأخبار وتطبيقات تحليل المعطيات يمكن أن تضطلع بدور محوري في التحقق من صحة الأخبار قبل بثها.
كما دعت السيدة باري أعضاء المجلس التنفيذي للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية إلى جعلها "مرجعا عالميا" لصحافة ذات جودة والعمل على بناء إفريقيا تتسم فيها الأخبار بالدقة والموثوقية خدمة للجميع.
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب السيد فؤاد عارف، باسم المجلس التنفيذي وباسمه الخاص، عن سعادته بانعقاد هذا الاجتماع في أبيدجان، وهي المرة الثانية خلال سبع سنوات التي تحتضن فيها كوت ديفوار هذا الموعد الإفريقي.
وأوضح أن هذا الاجتماع في كوت ديفوار يشكل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء الإفريقية، مذكرا، في هذا السياق، بالاهتمام الخاص الذي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليه للتعاون جنوب-جنوب.
كما أكد السيد عارف أن هذا التعاون جنوب-جنوب، المدعوم برؤية مشتركة ومبادرات منسقة، لا محيد عنه لضمان التنمية المنسجمة والمستدامة لوكالات الأنباء الإفريقية والمساهمة في السيادة الإعلامية للقارة في زمن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وقال السيد عارف "إنني على يقين بأن الإرادة، التي تحدونا جميعا، تخلق الظروف المواتية لإعطاء زخم جديد لهذا التعاون جنوب-جنوب الرامي إلى تحقيق تحول بنيوي لوكالات الأنباء الإفريقية ضمن مسار للتنمية والابتكار".
واعتبر رئيس (فابا) أن وكالات الأنباء الإفريقية مدعوة اليوم إلى الاضطلاع بدورها الكامل واعتماد مقاربات جديدة لمواكبة التطور السريع للتكنولوجيات الجديدة وتعزيز تنافسيتها، من حيث الأداء والخيارات الاستراتيجية.
وأعقب هذه الجلسة الافتتاحية تنظيم ورشة نقاش تطرقت لموضوع "وكالات الأنباء الإفريقية.. أي استراتيجيات في مواجهة الذكاء الاصطناعي؟".
يذكر أن الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، التي تم إحداثها في 14 أكتوبر 2014، تتوخى إرساء شراكة استراتيجية وتطوير العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء، فضلا عن المساهمة في تعزيز التداول الحر للمعلومة وتعزيز التعاون والتنسيق في المحافل الإقليمية والدولية.