وأوضح السيد لعلج، في كلمه له خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض "فرانكو تيك"، أول معرض للابتكارات بالفرنسية، أن بلدان الفضاء الفرنكوفوني تزخر ب"مؤهلات هائلة" و"أوجه تكامل كبيرة"، سواء من حيث الموارد الطبيعية والطاقية، أو التكنولوجيا والابتكار أو رأس المال البشري.
وأضاف أن مؤشرات النمو لمعظم البلدان الفرنكوفونية هي في المنطقة الخضراء، قائلا "ومع ذلك، فإن المبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية الفرنكوفونية لا تمثل سوى حوالي 11 بالمائة من إجمالي تجارتها".
واعتبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال هذه الجلسة المنظمة تحت شعار "الإبداع، الابتكار، وريادة الأعمال باللغة الفرنسية"، أنه من أجل الانتقال من "فرنكوفونية ثقافية بسيطة" إلى "فرنكوفونية اقتصادية حقيقية" ميسرة ومحركة للتنمية، فإن إحداث عدد معين من الآليات أمر ضروري.
ويشمل ذلك - يبرز السيد لعلج- إنشاء "منصة فرص الأعمال لتسليط الضوء على الفاعلين الاقتصاديين وتعزيز التواصل والشراكات. ولجعلها أكثر تأثيرا، يمكن تعزيز هذه الأداة من خلال آلية تمويل فرنكوفونية".
وأكد على الحاجة إلى "تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات من خلال إنشاء مسارات سريعة لأرباب المقاولات على مستوى تحالفات أرباب العمل".
وتابع قائلا "من غير المقبول أن يتم رفض منح تأشيرة لرئيس مقاولة للقيام بتنقلاته المهنية داخل الفضاء الفرانكفوني. يجب معالجة هذا الأمر بشكل عاجل"، مشددا على أهمية تكثيف المسارات التجارية، من خلال إحداث الممرات البحرية والجوية وتطوير الربط الاقتصادي والمالي.
ويضيف السيد لعلج " في المغرب، أرسينا، منذ عدة سنوات، قاعدة مواتية جدا لتطوير التعاون مع شركائنا الأوروبيين والأفارقة في مجال الربط البحري: مع موانئ طنجة المتوسط والدار البيضاء والجرف الأصفر ومينائي الداخلة الأطلسي والناظور المتوسط في المستقبل؛ والربط الجوي: مع الخطوط الملكية المغربية التي تخدم معظم عواصم القارتين؛ أو حتى الربط المالي مع ثلاثة بنوك مغربية متواجدة في 24 بلدا إفريقيا وفي كل أوروبا تقريبا".
ولفت إلى أن "الفاعلين الاقتصاديين المغاربة على اختلاف أحجامهم يعملون اليوم في أكثر من 30 بلدا في القارة، ويخلقون مع شركائهم المحليين قيمة مضافة مشتركة وفرص عمل للشباب الإفريقي، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كان رائدا في الإيمان بإفريقيا".
واختتم قائلا "لزيادة تبادلاتهم التجارية، يجب على البلدان الفرنكوفونية في القارة اعتماد سياسات لتنويع إنتاجها وتسريع تصنيعه، مع الاستفادة من الإمكانات الهائلة المتاحة في مجال الطاقات المتجددة. في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، نعمل على تعزيز هذا التنويع".
من جهته، قال رئيس منظمة أرباب العمل الفرنسية "ميديف"، باتريك مارتن، إن ديناميكية ريادة الأعمال في البلدان الفرنكوفونية، لا سيما في إفريقيا "هائلة".
وسلط الضوء أيضا على الدور الأساسي للدبلوماسية الاقتصادية، مشيرا إلى أن رواد الأعمال الفرنكوفونيين أظهروا براغماتية وابتكارا، حتى في سياقات دبلوماسية أحيانا حساسة ومعقدة.
وتم إطلاق المعرض (3-4 أكتوبر) بمبادرة من الأمانة العامة لقمة الفرنكوفونية، تمهيدا للقمة التاسعة عشرة للفرنكوفونية التي تنطلق الجمعة، بالشراكة مع وكالة "بيزنس فرانس" وتحالف أرباب العمل الفرنكوفونيين. ويهدف "فرانكو تيك" إلى تنشيط التبادلات التجارية والتدفقات الاقتصادية بين الفاعلين الفرنكوفونيين حول العالم، وذلك من خلال تسليط الضوء على العروض والنماذج المبتكرة والنجاحات الريادية الحديثة ضمن الفرنكوفونية.
ومن المتوقع أن يشارك في هذا الحدث، الذي يقام في "محطة إف" في باريس، أكبر تجمع للمقاولات الناشئة في العالم، نحو 1500 فاعل اقتصادي من الفرنكوفونية يمثلون ما يقارب 100 دولة، بالإضافة إلى 200 عارض، بهدف تعزيز الابتكار والشراكات والنجاحات باللغة الفرنسية. وسيتضمن المعرض ندوات وورش عمل موضوعاتية ولقاءات بين الشركات ومسابقات للابتكار، علاوة على فضاء عرض.