ويهدف هذا اللقاء الذي نظمته المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية واعداد التراب الوطني بجهة مراكش آسفي والمديرية الجهوية للإسكان وسياسة المدينة، بحضور ممثلي عدد من المؤسسات المرتبطة بالوزارة بالجهة، ونخبة من الخبراء والمهنيين في مجالات الإسكان والتعمير والتخطيط الحضري، إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف المتدخلين في قطاع التخطيط الحضري، بما يحقق التنمية المستدامة والمتوازنة للمدن.
وأكدت المفتشة الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية واعداد التراب الوطني بمراكش آسفي، رجاء منير، في كلمة بالمناسبة، على أن الاستباقية في التخطيط والتدبير الحضري ضرورة ملحة في مواجهة التحديات المعقدة التي تعرفها المدن والتي ينضاف إليها النمو الديمغرافي المتسارع.
كما ذكرت بالتحولات التي تعيشها الدول العربية ومن ضمنها المغرب حيث تشهد الساكنة الحضرية ارتفاعا متسارعا منذ العقود الأخيرة، مشيرة إلى أن المدن المغربية تأوي حوالي 65 في المائة من مجموع ساكنة المملكة، ومن المتوقع أن تصل الساكنة الحضرية إلى 75 في المائة من مجموع ساكنة المملكة في أفق 2050.
من جهته، أبرز مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش عبد الغني الطيبي، أن تخليد اليوم العربي للإسكان يأتي في ظل طفرة نوعية من الإصلاحات العميقة، والأوراش الهيكلية الكبرى، الهادفة، بالأساس، إلى معالجة اختلالات المنظومة الحضرية، وضمان شروط العيش الكريم لكل فئات المجتمع في إطار تنمية تشاركية ومستدامة.
وأضاف أن الاحتفال بهذا اليوم بمراكش، مدينة التراث والثقافة التي تم اختيارها كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، يعكس التنزيل الجيد لمجموعة من السياسات العمومية والاستراتيجيات المشتركة بين مجموعة من القطاعات المسؤولة بالمدينة الحمراء.
من جانبه، تطرق ممثل المديرية الجهوية للإسكان وسياسة المدينة، اسماعيل زوهير، إلى أهمية المقاربة التشاركية في تنزيل برامج الإسكان وسياسة المدينة لتكون قادرة على المساعدة على تلبية احتياجات السكان، وتعزيز الهوية المجتمعية، علاوة على تحفيز الابتكار والاستدامة من خلال اعتماد حلول مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات ورغبات المجتمع.
وأكد باقي المتدخلين على أن الاحتفال باليوم العربي للإسكان يشكل فرصة سانحة لتقاسم التجارب وتبادل الأفكار والخبرات حول السياسات والاستراتيجيات الناجعة، التي يمكن من خلالها التغلب على التحديات المتزايدة التي تفرضها الرهانات الاقتصادية والنمو السكاني والتحولات المناخية.
وأضافوا أن هذا الاحتفال يعتبر أيضا مناسبة لاستحضار الأهمية الكبرى لقضايا الإسكان في المجتمع، وتجديد الالتزام بتحقيق التنمية العمرانية المستدامة، إذ يعتبر السكن الملائم ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وضمان الكرامة الإنسانية والاستقرار الاجتماعي.
وشكل هذا اللقاء فرصة لتعزيز التفاعل والتواصل بين الفاعلين في مجال الإسكان والتعمير، مما يسهم في بناء مدن أكثر توازنا وتطورا، وهو ما يعكس رؤية الوزارة المستقبلية التي تسعى إلى تحقيق تنمية حضرية مستدامة وشاملة، تقوم على التنسيق المشترك بين مختلف المتدخلين.