وهكذا، تركز المبادرة الوطنية من خلال البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، في محور التفتح والتفوق المدرسي، على توفير الظروف اللازمة لتحقيق النجاح المدرسي ودعم محاربة الانقطاع الدراسي.
وفي هذا الإطار، يتوفر الإقليم على 32 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، تقدم خدمات الإيواء والإطعام بالإضافة إلى الدعم والمواكبة للتلميذات والتلاميذ المنحدرين من مناطق بعيدة عن المؤسسات التعليمية.
وعلى هامش زيارة ميدانية لدار الطالب التابعة للجماعة القروية سيدي عبد الكريم بمناسبة الدخول المدرسي برسم السنة الحالية، أبرزت رئيسة مصلحة البرنامج الرابع للدفع بالتنمية الراسمال البشري للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي لعمالة سطات، حسناء بوسعيد، أن هذه المؤسسة الاجتماعية تعد نموذجا يحتذى للحد من الهدر المدرسي والتشجيع على دعم التمدرس خاصة بالوسط القروي.
وفي هذا الصدد أشارت السيدة بوسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه دعما لمثل هذه المبادرات المنجزة بشراكة مع عدد من الشركاء بهدف تحقيق نوع من التكافؤ في فرص التعليم فقد تمت برمجة إصلاح وتهيئة ثلاث دور للطالب والطالبة خلال السنة الجارية، بالإضافة إلى العمل على تجهيز 12 مؤسسة اجتماعية أخرى من هذا النوع.
وأبرزت أن هذه المؤسسات، التي تستهدف بالأساس التلاميذ والتلميذات المنحدرين من أسر هشة بالمناطق النائية، توفر لنزلائها البعيدين عن مؤسساتهم التعليمية سلسلة من الخدمات الملائمة التي من شأنها مساعدتهم على مزيد من التحصيل والحد من الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات القرويات.
وفي السياق ذاته، أبرز عبد الرحمان قاسمي رئيس الجمعية الخيرية المشرفة على تسيير دار الطالبة سيدي عبد الكريم ، في تصريح مماثل، أن هذه المؤسسة الاجتماعية توفر مجموعة من الخدمات بما في ذلك الإيواء والإطعام و دروس الدعم المدرسي، فضلا عن سلسلة من الأنشطة الموازية ذات البعد الثقافي والفني والرياضي والبيئي.
وأكد أنه بفضل الظروف الملائمة التي توفرها هذه المؤسسة من خلال دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي الشركاء، فقد تمكنت العديد من النزيلات من الحصول على نتائج جد مشرفة، مشيرا إلى أن عددا منهن يدرسن حاليا بالأقسام التحضيرية.
وأشار إلى أن الإقبال على هذه المؤسسة الاجتماعية في تزايد مستمر، مما يستدعي تكثيف جهود كافة الأطراف المعنية لتوسيع طاقتها الاستيعابية من أجل الاستجابة لطلبات الأسر ومواصلة مساهمتها في الحد من الهدر المدرسي بالوسط القروي.
وأكدت عدد من المستفيدات، أن هذه المؤسسة الاجتماعية تخفف عنهن عناء التنقل لمسافات طويلة ومخاطر الطريق وتوفر كافة الظروف الضرورية للدراسة والتحصيل، مشيرين في هذا السياق على الخصوص، إلى الدعم الذي يقدمه عدد من أطر التدريس المتطوعين.
وتتوفر هذه المؤسسة المكونة من طابقين على قاعات للمطالعة ومكتبة وقاعة للمعلوميات ونادي للإذاعة للتداول في مختلف المواضيع فضلا عن المراقد والمطعم.