وتروم هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 18 أكتوبر الجاري، إبراز مكانة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومهامه، وسيرورة الإعمال الفعلي للطابع الرسمي للأمازيغية، وكذا ما يتطلبه ذلك من تدابير لإدماجها في التعليم والإعلام، وفي المجالات ذات الأولوية في الحياة العامة من أجل تمكينها من القيام بوظائفها بصفتها لغة رسمية إلى جانب العربية.
ويتضمن برنامج هذه الفعاليات الثقافية والإعلامية، على الخصوص، معارض لإصدارات المعهد، وورشات حول تيفيناغ، فضلا عن سهرة فنية بالمسرح الوطني محمد الخامس.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، أن شعار هذه السنة يأتي انسجاما مع الرؤية الملكية المتبصرة التي وضعت القيم الأسرية في صلب الأنشطة الثقافية والتربوية الوطنية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن جلالة الملك ما فتئ يولي عناية خاصة للمجال الثقافي من خلال إبداع تصور جديد للثقافة الوطنية وإرساء اللبنات الأساسية لنهضة ثقافية قائمة على الوحدة في ظل التنوع الثقافي، وذلك مع وضع الأمازيغية، لغة وثقافة وهوية، في صلب هذه الرؤية.
وبعدما ذكر بأهمية ترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية في دستور 2011، لفت السيد بوكوس إلى "بلوغ مرحلة جديدة من السيرورة التاريخية للأمازيغية مع الشروع في مأسستها في المجالات ذات الأولوية، وذلك في سياق إعمال القانون التنظيمي 26- 16 القاضي بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".
وخلص عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى القول "لقد تم، بفضل تضافر جهود مختلف الفاعلين، تحقيق مكاسب جد مهمة بالنسبة للأمازيغية في قطاعات مختلفة تهم، بالأساس، التربية والتعليم والإعلام والثقافة".
يذكر أن المعهد دأب على الاحتفاء بذکری الخطاب الملكي السامي بأجدير، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، على اعتبار أن هذا الحدث التاريخي مكن الدولة المغربية من بلورة سياسة النهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخها، من خلال تنصيصه على إحداث معهد للأمازيغية، مما أتاح تحقيق إنجازات وازنة في مجالات البحث حول اللغة والتعبيرات الفنية والثقافية، والتربية والتكوين، وتطبيق التكنولوجيات الحديثة.