وأفاد بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد محمد ولد الرشيد نوه في مستهل هذا اللقاء بالزيارة الهامة التي يقوم بها السيد باتشيكو للمغرب، مؤكدا أنها ستساهم في تعزيز المسار المتميز للعلاقات التي تجمع بين مجلس المستشارين المغربي ونظيره البرازيلي.
وأكد رئيس مجلس المستشارين في هذا السياق، أن العلاقات البرلمانية بين المجلسين تندرج في إطار مواكبة دينامية العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين، والتي اكتسبت زخما حقيقيا بفضل الزيارة التاريخية الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمجموعة من دول أمريكا اللاتينية سنة 2004، وضمنها البرازيل، وما تمخضت عنه من اتفاقيات ثنائية همت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
واستحضر رئيس مجلس المستشارين بهذه المناسبة، المبادرة الإفريقية الأطلسية الرائدة التي أطلقها جلالة الملك من أجل خلق إطار مؤسساتي متين يوحد بلدان القارة ال23 المطلة على المحيط الأطلسي، ويجعل الواجهة الأطلسية للمغرب منطلقا لتعزيز الربط اللوجيستي بين بلدان الفضاء الجيو اقتصادي الإفريقي الأمريكو لاتيني.
وفيما يخص الدبلوماسية البرلمانية، أكد السيد محمد ولد الرشيد على الوعي الراسخ بأهمية التعاون البرلماني في تعزيز وتمتين العلاقات بين البلدين الصديقين، وعلى الرغبة في تطوير هذا التعاون المؤطر بمذكرة التفاهم الموقعة بين المجلسين سنة 2018، والتي تنص على ضرورة إرساء قنوات دائمة للحوار البرلماني المغربي - البرازيلي بهدف تبادل الزيارات والتجارب والخبرات في مختلف مجالات العمل البرلماني.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، نوه رئيس مجلس المستشارين بالموقف الثابت والداعم لجمهورية البرازيل الاتحادية، مشيدا في هذا الإطار، بتصويت مجلس الشيوخ البرازيلي، على ملتمس داعم لمخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية المغربية، في إطار الجهود الجادة والموثوقة التي تبذلها المملكة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل.
من جهته، أشاد السيد باتشيكو بجودة وعمق العلاقات التي تربط جمهورية البرازيل الاتحادية بالمغرب على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذا فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ الفدرالي البرازيلي بهذه المناسبة، على الدور المنوط بالدبلوماسية البرلمانية من أجل تمتين العلاقات الاستراتيجية المغربية- البرازيلية، مشددا على ضرورة العمل على تقوية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين واستثمار المؤهلات الكبيرة التي يتوفران عليها.
واعتبر المسؤول البرازيلي أن البعد الجغرافي لم يعد حاجزا أمام هذا المسعى، مشدد على الأهمية القصوى التي توليها بلاده للمبادرة الملكية الأطلسية والتي تكرس مكانة المغرب كبوابة نحو القارة الإفريقية.
وفي ختام هذا اللقاء، وجه رئيس مجلس الشيوخ الفدرالي البرازيلي دعوة للسيد محمد ولد الرشيد للقيام بزيارة لجمهورية البرازيل الاتحادية، لتكون مناسبة لاستشراف آفاق التعاون البرلماني الثنائي ومتعدد الأطراف، وللتشاور والتنسيق بشأن مختلف المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك.