وفي إطار مرحلتها الثالثة (2019-2023)، حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على توسيع أسطول النقل المدرسي بإقليم جرسيف عبر توفير عدد من الحافلات المجهزة والمخصصة لنقل التلاميذ من المناطق النائية إلى المؤسسات التعليمية، وذلك لتعزيز تقريب خدمات المنظومة التعليمية وتجويدها، خاصة في المناطق القروية والجبلية، حيث يواجه التلاميذ، لاسيما الفتيات، تحديات كبيرة بسبب بُعد المدارس وصعوبة التنقل.
وقد أسفر هذا الدعم عن نتائج ملموسة من خلال المساهمة في تخفيف معاناة آلاف التلاميذ بمختلف جماعات الإقليم، الذين كانوا يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدارس، وبالتالي الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتحسين الظروف الدراسية للتلاميذ وضمان حضورهم المنتظم، ما انعكس إيجابا على مستوى تحصيلهم الدراسي.
وفي هذا الصدد، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم جرسيف، الحسن قارا، المساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، في دعم وتعزيز خدمات النقل المدرسي، بالنظر لدورها في تحسين ظروف التمدرس، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات بالعالم القروي.
وأشار السيد قارا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عملت على توسيع أسطول النقل تالمدرسي بالإقليم، في إطار برنامجها الخاص بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، وتحديدا المحور المتعلق بـ "دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي"، وذلك عبر اقتناء 39 حافلة للنقل المدرسي، بغلاف مالي يقدر ب 14,5 مليون درهم.
وأوضح أن 9 من هذه الحافلات تم اقتناؤها خلال الفترة ما بين 2019 و2021، بغلاف مالي يقدر بـ 3,3 مليون درهم، بتمويل كامل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيما اقتنت ال30 حافلة الأخرى، سنتي 2022 و2023، بشراكة مع وكالة تنمية مناطق الشمال، ووزارة الداخلية (مديرية الشؤون القروية)، بغلاف مالي يقدر ب 11,2 مليون درهم.
من جهته، أشار رئيس الجمعية الإقليمية شباب المستقبل لدعم التمدرس بجرسيف، محمد الغليمي، إلى أن أسطول النقل المدرسي بإقليم جرسيف، يتوفر على 92 حافلة يستفيد من خدماتها حوالي 6700 تلميذ وتلميذة، بكافة الجماعات الترابية بالإقليم.
وأضاف أن هذا الأسطول، الذي تشرف جمعيته على تدبيره بإشراف من عمالة إقليم جرسيف، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبشراكة مع المجلس الإقليمي، والمجالس الجماعية بالإقليم، مكَّن من تشجيع التمدرس خاصة في صفوف التلميذات بالوسط القروي، مشيرا إلى أن تعزيز النقل المدرسي وتعميمه يبقى رهانا أساسيا لإنجاح منظومة التربية والتكوين بالإقليم.
وبالنسبة للتلميذة حياة الحنفي، فإن استفادتها من خدمات النقل المدرسي مكَّنها من متابعة دراستها بالتعليم الإعدادي بشكل طبيعي، خاصة أنها تقطن بأحد الدواوير الذي يبعد حوالي 18 كيلومترا عن الثانوية الإعدادية التي تدرس فيها، حيث تستطيع حضور حصصها الدراسية دون تأخير أو غياب، وفي ظروف جيدة.
وتتواصل الجهود، على مستوى إقليم جرسيف، لضمان تعميم خدمات النقل المدرسي، تحقيقا للعدالة الترابية وتكافؤ الفرص بين التلاميذ، وفقا لروح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وقد أسفرت هذه الجهود عن تحسن ملحوظ في معدلات التمدرس، حيث ارتفعت نسبة الحضور في الصفوف الدراسية بشكل لافت؛ ما ساهم في تحسين أداء التلاميذ وتقليص معدلات الغياب والانقطاع.
وعلاوة على ذلك، ومن أجل تعزيز البنيات التحتية لتحسين نقل التلاميذ والتلميذات إلى المؤسسات التعليمية، قامت السلطات الإقليمية، بتعاون مع مختلف الشركاء، بتشييد عدد من الطرق، وتعبيد وفتح مجموعة من المسالك، مما انعكس إيجابا على التلاميذ وأسرهم.