بفضل مناخ مناسب وتقاليد فلاحية راسخة والموارد المائية الكبيرة ودرجات الحرارة التي تضمن نضج التفاح، يتبوأ إقليم ميدلت بكل فخر سلسلة التفاح بإنتاج قياسي يمنحه بدون أدنى شك لقب "عاصمة التفاح".
فبأكثر من نصف الإنتاج الوطني و 90 في المائة من إنتاج جهة درعة-تافيلالت، تتحول ميدلت، التي تحتضن هذا الأسبوع الملتقى الوطني الرابع للتفاح، على مدى أربعة أيام، إلى واجهة حقيقية لعرض المستجدات والإنجازات في مجال تطوير سلسلة التفاح.
وفي الواقع، يعد هذا اللقاء السنوي، الذي ينتظره بفارغ الصبر المزارعون في الجهة والزوار العاديون، من 16 إلى 19 أكتوبر الجاري، ببرنامج غني ومتنوع ومجموعة من العروض والأنشطة ذات الطابع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والعلمي.
ويهدف الملتقى الذي ينظم تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من قبل جمعية الملتقى الوطني للتفاح بميدلت، بتنسيق مع عمالة إقليم ميدلت، إلى تعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين والمهنيين في هذا المجال، وتبادل الممارسات الجيدة وأحدث التقنيات الزراعية في إنتاج وتنمية شجرة التفاح وتعزيز إشعاع الإقليم.
كما يروم الملتقى المنظم تحت شعار "التنمية المستدامة لسلسلة التفاح بالمناطق الجبلية"، تعزيز دور التعاونيات والجمعيات الفلاحية، وتطوير قدراتها ومهاراتها، إضافة إلى دعم المنتجين الصغار وتمكينهم من المساهمة الفعالة في تنمية الاقتصاد الاجتماعي بالجهة.
وبحسب المدير الجهوي للفلاحة، جمال ميموني، فإن زراعة التفاح، كغيرها من القطاعات، استفادت من دعم كبير بفضل صندوق التنمية الفلاحية الذي يشمل كافة حلقات الإنتاج، من تهيئة الأرض وتجهيزها بنظام الري بالتنقيط، إلى إنشاء وحدات التثمين والتخزين ، فضلا عن اقتناء الآلات والمعدات الزراعية اللازمة.
وأضاف السيد ميموني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المديرية الجهوية للفلاحة، في إطار مواكبة صغار الفلاحين، قامت بإحداث وحدات لتجهيز وتخزين التفاح بطاقة إجمالية تبلغ حوالي 1600 طن لفائدة التعاونيات الفلاحية لضمان نجاح المشاريع التضامنية.
كما تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية شراكة مع تعاضدية فلاحية للتكفل بمصاريف التأمين في حدود 70 في المائة لفائدة الضيعات الفلاحية التي تقل مساحتها عن 20 هكتارا.
وأشار المسؤول إلى أنه ضمن استراتيجية "الجيل الأخضر"، تم التوقيع على عقد برنامج جديد بين الدولة والفيدرالية المهنية لسلسلة الأشجار المثمرة بالمغرب للفترة الممتدة من 2021 إلى 2030، بهدف تنفيذ مشاريع رئيسية تسعى إلى زيادة القيمة المضافة لسلسلة التفاح وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني.
ومن المرتقب، حسب المديرية الجهوية للفلاحة، أن يصل إنتاج التفاح خلال هذا الموسم إلى أزيد من 275 ألف طن بجهة درعة-تافيلالت، حيث سيعرف انخفاضا بنسبة 10 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي نتيجة الظروف المناخية الصعبة التي عرفتها المنطقة.
ويتضمن برنامج الملتقى تنظيم ندوات علمية لمناقشة سبل تطوير سلسلة التفاح و استعراض تحديات وإمكانات تحسين إنتاج التفاح بهذه المناطق، بالاضافة الى ورشات تكوينية لدعم قدرات الفلاحين والتعاونيات تحت إشراف خبراء في المجال بهدف زيادة وتحسين جودة الإنتاج وإيجاد حلول مبتكرة للتغلب على العقبات والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي .
كما تتميز هذه الدورة بتنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية، بما في ذلك معرض الصناعة التقليدية، وكرنفال التفاح ومنافسات للرياضات الجماعية وسهرات فنية متنوعة وعروض التبوريدة.