وعرف هذا اللقاء، الذي نُظم تحت شعار "من أجل تمكين اقتصادي للمرأة بالوسط القروي"، مشاركة ممثلات عدد من التعاونيات النسائية، وجمعيات المجتمع المدني، وكذا شابات حاملات أفكار مشاريع، فضلا عن ممثلين عن مؤسسات عمومية ذات الصلة.
وقد شكل هذا الحدث، الذي نُظم بدعم من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة جرسيف، وشراكة مع جمعية الوسيط المسيرة لمنصة الشباب، مناسبة لمشاركة تجارب ناجحة لسيدات استفدن من مختلف البرامج التنموية التي تم تنفيذها بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة جرسيف، الحسن قارا، أن هذا اللقاء يعد فرصة للتأكيد على المكانة البارزة التي تحتلها المرأة في برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تركز على تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، خاصة في الوسط القروي، حيث تواجه النساء تحديات متعددة تتعلق بالولوج إلى الفرص الاقتصادية والتعليمية.
وأبرز السيد قارا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المرأة تمثل 30 في المائة من تشكيلة أجهزة الحكامة الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى مساهمتها بقوة في بلورة العديد من المشاريع التنموية، خاصة ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، وبالتالي فإنها تعد شريكا وفاعلا أساسيا في اتخاذ القرار.
وقال إن منصة الشباب جرسيف، عملت منذ افتتاحها في آواخر سنة 2020، على استقبال وتوجيه ومواكبة أكثر من 2.200 شاب وشابة، استفادوا من دعم الحس المقاولاتي وريادة الأعمال بما يناهز 171 مشروعا، (منها 45 لفائدة النساء)، وتمويل 38 مشروعا لفائدة التعاونيات (50 في المائة منها نسائية)، وذلك في إطار دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وخلال مرحلتها الثالثة (2019-2023)، يضيف رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، خصصت المبادرة الوطنية ضمن برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، غلافا ماليا يقدر بـ 94,26 مليون درهم لإنجاز 212 مشروعا، بما فيها إنجاز 9 مشاريع ضمن محور دعم صحة وتغذية الأم والطفل بكلفة إجمالية تقدر بـ 5,39 مليون درهم استفاد منها 5088 امرأة، و2881 طفلا.
وأشار في هذا السياق، إلى أن الفترة ما بين 2021 و2023، شهدت تنظيم قوافل طبية بمختلف جماعات الإقليم، لفائدة 546 امرأة و935 طفلا، عبر تقديم عروض تحسيسية، وخدمات طبية وشبه طبية؛ منها إجراء 1411 فحصا طبيا، وحوالي 174 تدخلا طبيا خاصا بصحة الأم والطفل، إضافة إلى الحرص على استفادة الفتيات بالوسط القروي من خدمات النقل المدرسي، والإيواء بدور الطالب والطالبة.
ومن جهتها، نوهت مسيرة التعاونية الفلاحية الخير، بجماعة راس لقصر، عائشة وفيق، بأهمية هذا اللقاء الذي يساهم في التعريف بأدوار المرأة القروية في تحريك عجلة التنمية المحلية، والمساهمة في محاربة البطالة، والحد من الفقر، عبر خلق فرص شغل لفائدة النساء بالوسط القروي.
وأشارت إلى أهمية الدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة النساء بالمناطق القروية، سواء المنظمات في إطار تعاونيات وجمعيات، أو النساء والشابات حاملات أفكار مشاريع، معتبرة أن هذا الدعم ساهم في إنجاح العديد من المشاريع المدرة للدخل ما حقق نقلة نوعية في حياتهن الاقتصادية.
وعرف هذا اللقاء، تقديم أشرطة فيديو لتجارب ناجحة لسيدات استفدن من مختلف البرامج التنموية التي تم تنفيذها، وكذا تقديم شهادات لرائدات أعمال، وممثلات تعاونيات استفدن من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.