وشددت الشرايبي، ضيفة الجلسة الثالثة من لقاءات تراثية بنون النسوة "للا مولاتي"، التي تنظمها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، على الدور الذي تضطلع به المرأة المغربية في نقل هذا التراث وترسيخه من خلال الأمثال والحكم والأقوال المأثورة والحكايات الشعبية.
واستحضرت، في هذا الإطار، "بساتين الماضي"، وهو كتاب من تأليفها جمعت فيه التراث الشفوي كما تعلمته في صغرها من زوجات جدها والخدم الذين تربت على أيديهم بمراكش.
وكشفت الشرايبي أن رغبة تدوين التراث وحفظه للأجيال الصاعدة تولدت لديها منذ الصغر، حيث شعرت بضرورة جمع وأرشفة وتدوين وترجمة ما تعلمته من محيطها.
وينقسم كتاب الشرايبي إلى ثلاثة أبواب؛ يتناول الأول الصلوات والتضرعات التي كانت ترددها النساء قديما، وكذا أدعية للحفظ والنجاة، في حين يتطرف الباب الثاني للأمثلة التي لها علاقة بالتحيات. أما الباب الثالث فيركز على أمثلة وحكم عن المحبة والغرام، والمدح والإعجاب، والفراق والآلام وبعض التأملات والنصائح.
وأشارت الشرايبي إلى أن ترجمة التراث لم يكن بالأمر السهل، مؤكدة أنها استطاعت أن تنجح في تطويع الكلمات وتحويلها إلى نصوص شعرية تحفظ وترسخ الهوية الثقافية للمجتمع المغربي، إيمانا منها بأنه "ليس هناك مستقبل في نسيان الماضي ولا خيال خلاق دون ذكريات الأمس".
وتشكل لقاءات تراثية بنون النسوة "للا مولاتي" فرصة للتعريف بمظاهر التراث المغربي، من خلال مسارات قامات نسائية يعملن في أحد حقول التراث المتشعبة، سواء بالكلمة أو الرسم، أو بالغناء أو البحث والتنقيب، للتعريف بموروث الأجداد، وذلك في إطار جهود جمعية رباط الفتح لتعزيز الوعي الثقافي والتراثي.
وفي هذا الصدد، قالت المكلفة بتنسيق اللقاء، مينة المغاري، أن الجمعية وضعت برنامجا غنيا من اللقاءات خلال هذا الموسم الجديد الذي سيعرف "حضور باحثات ومبدعات ومتخصصات في التراث اللامادي ومؤرخات، كل واحدة ستحكي من زاوية تخصصها"، ضمن قاسم مشترك يتمثل في الشغف بالتراث والعمل الجاد للحفاظ عليه وتثمينه.
وكانت ضيفة الجلسة الأولى، الباحثة والفنانة زهور الزرييق، أبرزت أهمية الكلام المغربي الموزون وسطرت ما يحمله من معان وعبر، في حين جعلت الضيفة الثانية الفنانة التشكيلية باتول بركاش، من الريشة وسيلة لتسليط الضوء على التفاصيل المعمارية لمدينة رباط الفتح.