ويعكس هذا الأداء خبرة والتزام الفرق المغربية المعبأة، التي تسهر على جميع الدراسات، وعلى إنجاز ومراقبة جودة هذا المشروع الطموح.
ويندرج هذا المشروع، الذي تشرف عليه وزارة التجهيز والماء، في إطار استراتيجية شاملة لتثمين الموارد المائية لحوض سبو.
وتهدف هذه المنشأة المائية، التي تمثل استثمارا يصل إلى 28ر1 مليار درهم، إلى تلبية حاجيات المنطقة المتزايدة من المياه، ودعم تنميتها السوسيو - اقتصادية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نيار زكرياء، رئيس إعداد سد سيدي عبو، على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنشأة المائية بالنسبة لإقليم تاونات والحوض المائي لسبو.
وأوضح أن سد سيدي عبو، يعتبر من أهم المشاريع المائية بالمنطقة، مستعرضا في السياق ذاته الخصائص الرئيسية لهذه المنشأة المائية.
وتابع أن هذا السد، سيمكن من خلق حقينة مائية تصل إلى 200 مليون متر مكعب، وتمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 833 هكتار بين إقليمي تاونات وتازة.
وأشار إلى أن مشروع بناء السد، يتكون من منشأتين هندسيتين أساسيتين؛ فالمنشأة الأولى هي الرئيسية وهي من نوع الخرسانة المدكوكة، ويبلغ علوها على الأساس 72 مترا، وطوله عند القمة 148 مترا، والحجم الإجمالي للخرسانة 240 ألف متر مكعب.
ويتعلق الجزء الثاني، بحسب مدير إعداد السد، بحاجز الفج وهو حاجز تكميلي لغلق الحقينة بالضفة اليسرى للسد. وهو من النوع الترابي ويبلغ علوه على الأساس 41 مترا، وطوله عند القمة أكثر من كيلومتر واحد، بينما يصل الحجم الإجمالي للردوم أكثر من 2 مليون متر مكعب.
وبخصوص تقدم أشغال إنجاز المشروع، أشار السيد نيار، إلى أنها بلغت 78 في المائة، وينتظر أن تنتهي في شهر غشت من سنة 2025؛ أي قبل سنة من الموعد المحدد.
وأكد المسؤول أنه تم إنجاز المشروع، بشكل حصري، من قبل مقاولات مغربية، وآثاره الإيجابية على تنمية المنطقة.
وأشار إلى أن "هذا المشروع تم إنجازه من قبل مكاتب دراسات ومقاولات مغربية، وسيساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة من خلال تحفيز الأنشطة السياحية والفلاحية، لاسيما بفضل استغلال حقينة المياه، وفتح مجموعة من الطرق لفك العزلة عن الدواوير المجاورة.
وستمكن هذا المنشأة، من خلق حقينة هامة من المياه. كما أن السد مزود بمنشأتين ملحقتين من أجل ضمان تدبير أمثل للموارد المائية.
وتتميز هذه المنشأة المائية، أيضا، بوجود مفرغ الحمولات، ومفرغ القعر، ومآخذ مياه الشرب، ومآخذ الماء الموجه لأغراض فلاحية، وأخذ مياه الطاقة الكهرمائية.
كما سيساهم هذا المشروع في تزويد المدن المجاورة بالماء الصالح للشرب، وسقي حوالي 500 هكتار بسافلة السد، وكذا الحماية من الفيضانات، وخلق حوالي 360 ألف يوم عمل خلال مرحلة الإنجاز.
وهكذا، يشكل سد سيدي عبو، استثمارا استراتيجيا للتنمية المستدامة بإقليم تاونات؛ وهو ما يجسد التزام المغرب لفائدة التدبير المندمج والمستدام للموارد المائية.