وصرحت السفيرة هاتشيجيان، خلال مؤتمر صحفي عقده مركز الصحافة الأجنبية في واشنطن، في جواب على سؤال حول الزيارة التي قام بها للمغرب عمداء مدن أمريكية، والتي تتوجت باتفاقيتي توأمة وقعتهما مدينتا العيون والداخلة مع مدينتي أرلينغتون بتكساس وكولومبوس في أوهايو، "يسعدنا دائما أن نعلم أن المسؤولين المحليين يتفاعلون مع نظرائهم الدوليين وينظمون زيارات مماثلة".
وردا على سؤال وكالة المغرب العربي للأنباء حول إسهام التعاون اللامركزي واتفاقيات التوأمة على وجه الخصوص، في توطيد الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين واشنطن والرباط، أشارت النائبة السابقة لعمدة لوس أنجلوس إلى أن الروابط الدولية تتيح العديد من الامتيازات بالنسبة للمسؤولين المحليين.
وأوضحت أن علاقات التعاون، التي تتعزز وتتطور من خلال مشاريع ملموسة، تحفز "فرص العمل، والعلاقات الاقتصادية، والخبرات الثقافية والحلول للتحديات المشتركة، فضلا عن النهوض بالفهم المتبادل على الصعيد العالمي".
وأضافت أن "من شأن تقوية العلاقات على المستوى المحلي، من خلال الشراكات مع رؤساء البلديات، أن يساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية، إذ يعزز التعاون الالتزام المباشر ويتيح لبلدينا التفاهم بشكل أفضل وتبادل الممارسات الفضلى".
وفي هذا الصدد، تطرقت نينا هاتشيجيان إلى أهمية دور العمل الدولي الذي تضطلع به المدن لرفع مختلف التحديات المرتبطة بالبنيات التحتية والتنمية الاقتصادية وكذا تطوير الخبرات في مجال الوقاية من الفيضانات أو ندرة المياه، معتبرة أن هذه الأولويات تؤثر بشكل ملموس على الحياة اليومية للمواطنين.
وقالت المسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية: "عندما يتعاون المسؤولون المحليون، يمكنهم تسريع وتيرة تحقيق نتائج ملموسة كفيلة بتكميل الشراكة الدبلوماسية والاقتصادية".
ووقعت مدينتا الداخلة والعيون، على التوالي، اتفاقيتي توأمة مع مدينتي كولومبوس وأرلينغتون، بهدف تعزيز التبادل في مختلف المجالات، لاسيما الثقافة والتنمية المستدامة والتعليم.
ويضم مؤتمر مدن الولايات المتحدة حوالي 1400 عمدة يمثلون مدنا يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة أو أكثر. ويحدد هذا المؤتمر دوره في كونه "المتحدث الرسمي باسم المدن على مستوى العاصمة الفدرالية، في الحوار مع البيت الأبيض والإدارة والكونغرس من أجل ضمان استجابة السياسة الفدرالية لأولويات المدن".
وخلال لقائها الصحفي، سجلت الممثلة الخاصة لوزارة الخارجية الأمريكية لدبلوماسية المدن والولايات، أن العمداء وباقي المسؤولين المحليين في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم - "يقفون في الخطوط الأمامية للتحديات الإنسانية الكبرى في عصرنا".
كما أنهم يشكلون فاعلين أساسيين في التصدي لهذه التحديات، باعتبارهم الخبراء الميدانيين والمبادرين إلى الابتكار والتنفيذ، حسب رئيسة هذا المكتب الذي أحدثته الخارجية الأمريكية من أجل "تسليط الضوء على صوت ورؤية ودور المسؤولين المحليين" في الدبلوماسية الأمريكية.