ورافق الوزير في هذه الزيارة، التي جرت قبيل انطلاق فعاليات الدورة الثالثة عشرة للملتقى الدولي للتمور بالمغرب 2024، والي جهة درعة-تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، السعيد زنيبر، ورئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت، هرو أبرو، إلى جانب منتخبين وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
وبواحة أولاد شاكر، قدمت للسيد البواري والوفد المرافق له شروحات حول البرنامج الوطني لمحاربة الحرائق وتهيئة الواحات وتأهيلها، الذي يتم تنفيذه في إطار اتفاقيات الشراكة بين الأطراف المعنية.
ويشمل البرنامج تهيئة المسالك، وتجهيز الواحات بنقط الماء لإطفاء الحريق، والإنارة باللوحات الشمسية، وإحداث مراكز للوقاية المدنية وأبراج المراقبة للتدخل السريع، وتهيئة السواقي والخطارات، وتوزيع الفسائل، وتنقية أعشاش النخيل، فضلا عن التكوين والتحسيس ومواكبة التعاونيات.
كما اطلع السيد البواري على مشروع يتعلق بتحويل مياه الفيضانات من واد غيريس إلى زيز عند سد مقطع الصفا. ومن المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 11 مليون درهم، والذي يغطي مساحة 1200 هكتارا، 6 آلاف و770 شخصا، وأن يساهم في تحسين وضعية موارد المياه السطحية، مع تغذية طبقات المياه الجوفية وخلق أزيد من 364 ألف يوم عمل.
وشكلت الزيارة الميدانية للسيد البواري فرصة أيضا للاطلاع على مشروع إنشاء وتجهيز محطات ضخ بالطاقة الشمسية للري في منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت. ويهدف هذا المشروع إلى تقليل الاعتماد على الطاقة من خلال استخدام الموارد المتجددة وتخفيض تكاليف السقي للفلاحين، كما سيساعد على التخفيف من آثار ندرة الموارد المائية.
وسيستفيد من هذا المشروع، الذي يهدف إلى سقي ما يقارب ألف هكتار، 84 جمعية لمستخدمي المياه و2670 فلاحا، كما سيمكن من خلق 5 آلاف يوم عمل.
وعلاوة على ذلك، اطلع السيد البواري على برنامج إصلاح الأضرار الناتجة عن الفيضانات خلال شهر شتنبر الماضي بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت. ومن المنتظر أن يستفيد من هذا المشروع، الذي يغطي مساحة 8 آلاف هكتار، أزيد من 10 آلاف فلاح بتكلفة تبلغ 58 مليون درهم.
وفي ما يتعلق بتعزيز تشغيل الشباب، اطلع الوزير على مختلف مشاريع الدعم لفائدة ذوي الحقوق لإنجاز مشاريع فلاحية على الأراضي الجماعية، وكذا دعم المبادرات المقاولاتية لشباب الجهة.
كما قدمت للوزير شروحات بخصوص المنصة الصوتية المثبتة بالموقع السياحي أولاد شاكر. وتوفر هذه المنصة الصوتية، التي أنشأتها الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تجربة ثرية للسياح المغاربة والأجانب بعدة لغات، مما يتيح لهم التعرف أكثر على التراث المادي وغير المادي لواحة زيز.
وفي تصريح للصحافة، أكد مدير تنمية الواحات بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، كمال لمحاسني، أن الوكالة تعمل على إعادة تأهيل مناطق الواحات والحفاظ عليها من كل التهديدات التي يمكن أن تؤثر على استدامتها.
وأوضح أن "الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان اعتمدت استراتيجية واضحة ترتكز على ثلاثة محاور تتمثل في تأهيل العنصر البشري والنهوض الاقتصادي وتعزيز القيمة المضافة لمناطق الواحات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الواحات والحفاظ عليها، خاصة في سياق يتسم بالتغيرات المناخية".
كما أبرز السيد لمحاسني أهمية المشاريع المنجزة مع مختلف شركاء الوكالة، مستشهدا بمشروع تعزيز التدبير المستدام والمرونة لمواجهة تغيرات المناخ في النظم الإيكولوجية للواحات في المغرب (ProGreen)، وهي مبادرة تم تنفيذها بشراكة مع البنك الدولي لتعزيز التدبير المستدام للنظم البيئية للواحات بهدف تحسين القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية في الواحات بالمغرب.
وستمكن هذه البرامج والمشاريع المختلفة من تسريع التنمية المستدامة لمناطق الواحات، وتحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية، وكذا بروز جيل جديد من الطبقة المتوسطة الفلاحية.