وتشكل هذه الأيام الدراسية، التي تمتد أشغالها إلى يوم غد الخميس بمشاركة العديد من المهتمين والفاعلين الاجتماعيين، فرصة لتبادل الأفكار والتواصل حول موضوع الإعاقة الذي يكتسي أهمية قصوى، وهو ما يعد مناسبة للوقوف على ما تم انجازه من مشاريع لهذه الفئة، وفرصة أيضا لتعبئة كافة الفاعلين المعنيين على صعيد العمالة وتحسيسهم بأهمية وحساسية الموضوع.
وفي هذا الصدد، أوضح عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية جمال مخططار، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الأيام الدراسية تندرج في إطار الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للفئات في وضعية هشاشة عموما، والأشخاص في وضعية إعاقة خصوصا، وذلك من أجل تمكينهم من الاندماج في محيطهم السوسيو اقتصادي.
وأوضح أنه من أجل تعزيز التقائية البرامج القطاعية، التي تعد أساس التخطيط للمشاريع وتوجيه التدخلات الرامية لخدمة هذه الفئة باعتبارها أداة للاستهداف وتوجيه العمل وترشيد النفقات والعمل على تجنب ازدواحية التدخلات، تنظم العمالة هذه الأيام الدراسية بغية تحقيق غايات تشكل خارطة طريق لتوجيه تدخلات لجن الحكامة الترابية أثناء معالجتهم قضايا هذه الفئة.
وتابع أن الأمر يتعلق أساسا بتوفير قاعدة بيانات إحصائية للإعاقة بنفوذ العمالة تمكن من معرفة تموقع العمالة، ومدى درجة إدماج الشخص المعاق في محيطه السوسيو - اقتصادي بهذه العمالة، علاوة على معيقات إدماج الشخص المعاق في محيطه، وتحديد الحاجيات لضمان نجاعة التدخلات.
من جهته، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، سعيد طراوا، أن هذا النشاط يندرج في إطار الاهتمام الذي ما فتئت توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للفئات في وضعية هشاشة، خاصة عبر برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، ثم وعيا منها بأهمية دعم هذه الفئات وتمكينها من الاندماج في محيطها السوسيو اقتصادي خاصة الأشخاص في وضعية إعاقة.
وأشار إلى أن هذه الأيام تشكل فرصة لترسيخ مبدأ الالتقائية بين برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرامج ومشاريع الفاعلين الاجتماعيين من أجل الإجابة على الإشكاليات المتعلقة بإدماج الشخص المعاق في محيطه السوسيو - اقتصادي.
من جانبها، استعرضت المندوبة الإقليمية للتعاون الوطني أمينة فواسي، الجهود المبذولة بشأن تأطير وتوجيه الأشخاص في وضعية إعاقة خاصة من خلال مراكز توجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة، مضيفة أن هذه المراكز تغطي المناطق الحضرية والقروية لجميع جهات المملكة (تبلغ 78 مركزا).
وأضافت أن هذه المراكز تعتبر مرجعا لتوجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة على المستوى الترابي، وهي بمثابة شباك وحيد مختص في مجال الإعاقة يلجأ إليه الأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم وكل الفاعلين في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج هذه الأيام الدراسية يتضمن عقد ندوتين: الأولى حول تحديات وواقع الإعاقة بالعمالة يتم من خلالها التطرق بشكل خاص إلى المشاكل النفسية والاجتماعية التي قد تواجه الأطفال في وضعية إعاقة وكيفية التعامل معها، والتحديات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة في ولوج الخدمات الاجتماعية.
أما الندوة الثانية التي ستتمحور حول واقع وآفاق تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بالعمالة، فتتناول على الخصوص كيفية تحسين بيئة التعلم لدعم نجاح الأطفال من ذوي الاعاقة، وتعزيز ولوج تمدرس الطفل في وضعية إعاقة، والسعي لضمان تمدرس شامل وفعال لأطفال الإعاقة.