وتنص هذه الاتفاقية، التي وقع عليها كل من مديرة المكتبة الوطنية للمملكة بالنيابة سميرة ماليزي، و رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر العاملة في المكتبة الوطنية الفلسطينية في مجالات الرقمنة وترميم الوثائق، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال الأرشيف الرقمي.
كما يتعلق هذا البروتوكول، الذي جرى التوقيع عليه بحضور السفير الفلسطيني بالرباط، جمال الشوبكي، ومدير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي وعدد من السفراء المعتمدين بالرباط، بوضع برامج لتبادل الأنشطة الثقافية بين البلدين، والعمل على تزويد المكتبة الفلسطينية بمجموعة من الإصدارات المغربية تهم العلاقات المغربية الفلسطينية في مجالات مختلفة.
وأوضحت سميرة ماليزي، في تصريح للصحافة، أن هذه الاتفاقية تعكس التزام المملكة المغربية بالمساهمة في حفظ الموروث الوثائقي الفلسطيني وحمايته من الضياع، من خلال تكوين مجموعة من الأطر الفلسطينية المتخصصة في عملية ترميم الوثائق التي تهددها عوامل الزمن. كما تمكن المكتبة الوطنية المغربية، من خلال الخبرات التي اكتسبتها في مجالي الرقمنة وحفظ الأرشيف، نظيرتها الفلسطينية من الاستفادة من هذه التجارب في الحفاظ على الذاكرة الثقافية وصون الوثائق والمخطوطات الوطنية في فلسطين.
وأضافت ماليزي أن المؤسسة المغربية، من خلال التوقيع على هذا البروتوكول، تسعى إلى تمكين المكتبة الفلسطينية من الاستفادة من الخبرات التي راكمتها في مجال رقمنة الوثائق والمخطوطات، كما ستقدم المكتبة المغربية، بهذه المناسبة، مجموعة من الإصدارات التي تتناول العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين، وذلك في حدود 1000 عنوان.
من جانبه، أعرب رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع عن اعتزازه بالدعم المستمر للمملكة المغربية من أجل الحفاظ على الذاكرة الثقافية الفلسطينية، على "اعتبار أن المكتبة تشكل ذاكرة للوطن، ومرجعية أساسية للمهتمين والباحثين والراغبين في الاطلاع على النتاج الثقافي الوطني وتاريخ البلاد، كما تعكس الرغبة الصادقة للمغرب في مواصلة مساندته للشعب الفلسطيني في حفظ ذاكرته وهويته التاريخية وصونها من الضياع" .
ولفت السيد قراقع إلى أن التوقيع على هذه الاتفاقية سيمكن المكتبة الفلسطينية، والتي تعد حديثة النشأة، من الحفاظ على تاريخها وموروثها الوثائقي من خلال الاستفادة من الخبرات الكبيرة للمكتبة الوطنية المغربية في مجال الرقمنة وحفظ الأرشيف، مما يساهم في ضمان استدامة هذا الإرث الثقافي والتاريخي للأجيال القادمة. كما يعكس التزام المملكة المغربية الشقيقة الدائم بالحفاظ على التراث الأرشيفي الفلسطيني وحمايته من التآكل والضياع، عبر توفير الدعم الفني والتقني الضروريين.