وشدد المشاركون، خلال هذا اللقاء الذي نظم في إطار الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر السنوي الدولي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (حوارات أطلسية)، على ضرورة بناء مجتمع أطلسي موحد يتجاوز التفكك الحالي، مبرزين أهمية تعزيز التعاون في جميع القطاعات، مع التأكيد على مركزية مشاركة الشباب في هذه الدينامية.
وفي مداخلة بالمناسبة، سلطت المستشارة الرئيسية للشراكة من أجل التعاون الأطلسي بوزارة الخارجية الأمريكية، ستيفاني مايلي، الضوء على أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، فضلا عن تعبئة المزيد من الموارد والوسائل التكنولوجية.
وأشارت إلى أنه من الضروري أيضا الانكباب على الرهانات الحالية من خلال تقديم إجابات وحلول جماعية، معتبرة أن هذا هو السبيل الوحيد لإحراز تقدم ملموس من حيث التعاون والتآزر.
وسجلت السيدة مايلي أن الشباب يبدون اهتماما متناميا بالتعاون، ما يعكس إرادة صريحة للعمل سويا تتخطى الحدود والاختلافات.
من جهته، قال رئيس المجلس المكسيكي للعلاقات الخارجية، سيرخيو ألكوسير، إن هيئته تسعى جاهدة إلى ضمان التئام الخبراء من مختلف القطاعات من أجل تجميع مهاراتهم والاستجابة للتحديات العالمية.
وأوضح أنه من الضروري اعتماد نهج علمي وتعاوني، مع النأي عن الانقسامات الهوياتية من أجل تركيز الجهود على حلول مبتكرة.
وبعدما سلط الضوء على أهمية التعاون الدولي، استشهد السيد ألكوسير بالمغرب الذي أبان بعد زلزال شتنبر 2023 عن القدرة على الصمود بفضل قيادة مستنيرة وتضامن نموذجي.
من جانبها، شددت مامفيلا رامفيلي، وهي عضو في مبادرة "The Planetary Guardians"، على أهمية تجاوز العقبات التي تحول دون بناء مجتمع ذي مصلحة مشتركة في الفضاء الأطلسي.
ولفتت إلى أنه من خلال اتباع نماذج ملهمة على غرار النموذج المغربي، مع قيادة متبصرة، يمكن إحراز تقدم ملحوظ.
وأوضحت أن أوقات الأزمات تستدعي العودة إلى الأسس، مذكرة بالتقليد الإفريقي الذي ينص على أنه عندما يضل المرء طريقه، تتوجب عليه العودة إلى الأصل والمجتمع لاستمداد القوة.
يشار إلى أن الدورة الحالية من "الحوارات الأطلسية" (12 - 14 دجنبر) تتناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.
وتتمحور النقاشات، بالأساس، حول الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الرهانات العالمية الرئيسية.