وركزت دورة الجائزة هذه السنة من خلال حفل نظم مساء أمس بمتحف اللوفر –أبوظبي ، بحضور مسؤولين مغاربة من وزارة لشباب والثقافة والتواصل ،وشخصيات من عالم الثقافة والفنون ،ودبلوماسيون،على موضوع حياة النبي محمد (صلعم) من خلال مفهوم النور.
وشكلت استضافة المغرب كضيف شرف هذه الدورة ،مناسبة لإبراز مدى ازدهار الفنون الإسلامية في المملكة ، حيث تجمع بين التأثيرات الأندلسية والعربية والأمازيغية، لتشكل نسيجا فريدا من نوعه، وهو ما أضفى على الحفل طابعا فسيفسائيا إماراتيا –مغربيا متميزا عكس أهم جوانب الفنون الإسلامية.
وتم خلال الحفل الذي ، حضره وزير الثقافة الاماراتي الشيخ سالم بن خالد القاسمي ، وسفير المغرب بأبوظبي، أحمد التازي ، تسليم جائزة البردة في مختلف فروعها، حيث تم في البداية ،تسليم الدرع التقديري لمدرسة الصنائع والفنون بتطوان، التي تمثل نموذجا حيا للفنون الإسلامية الأصيلة، ومظهراً من مظاهر الإرث الثقافي المشترك المغربي الأندلسي، وجائزة الشعر الفصيح للشاعر المغربي ،ياسين حزكر.
وعقب تسليم جوائز الدورة في مختلف فروعها ( الشعر ، الخط، الزخرفة) ألقى الشيخ سالم بن خالد القاسمي ،كلمة رحب فيها بالمملكة المغربية ضيف شرف الدورة ، تقديرا لاسهاماتها البارزة في مجالات الثقافة والفنون الاسلامية، مشيرا الى ان المغرب يقدم من خلال إرثه العريق نموذجا راقيا للابداع وملهما للأجيال .
وقال إن المعرض المغربي ، الذي أثث بهو الحفل ،والذي يشمل لوحات من إبداع خطاطين مغاربة ، يعد نافذة فريدة على مدى تنوع الفنون الإسلامية في المملكة.
وأضاف أن جائزة البردة الثقافية المرموقة، التي أضحت منذ تأسيسها في 2004 منارة تنير طريق الأجيال ، تعد منصة عالمية تستلهم قيم الإسلام السامية وتبرز عظمة الفنون الإسلامية وروعتها بوصفها لغة تجمع الشعوب ووسيلة لتعزيز الحوار والتقارب بينها.
من جهته قال السيد احمد التازي في كلمة القاها نيابة عن السيد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن اختيار المغرب ضيف شرف الدورة الثامنة عشر من جائزة البردة ، يشكل دليلاً على التقدير المتبادل بين الشعبين الشقيقين وصلابة أرضية التعاون التي أرساها جلالة الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، والتي يواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، إضفاء الديناميكية والنجاعة على مُختلف تجلياتها وأبعادها الإنسانية والثقافية والتنموية.
وأضاف انه "كان من الطبيعي أن ينبثق ويتبلور برنامج مشاركة المغرب كضيف شرف الدورة الثامنة عشرة لجائزة البردة من تلكم الروح البناءة، وأن تأتي الفعاليات المغربية في مستوى الجائزة التي تعزز مكانتها سنة تلو الأخرى."
وتميز الحفل بتقديم شذرات من الأمداح النبوية أداها منشدون وعازفون مغاربة، وعرض لوحات من إبداع خطاطين مغاربة ، تعكس جانبا تراث المملكة المغربية الإسلامي العريق.