وسعى المتدخلون في جلسة حوارية في إطار منتدى "اللغة العربية وصناعة المحتوى الهادف" الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو"، من خلال مركزها للغة العربية للناطقين بغيرها، إلى تسليط الضوء على أهمية توظيف لغة الضاد الفصيحة بشكل سليم لتجويد المحتوى العربي ضمن نسيج المحتوى العالمي.
وخلال الجلسة التي تناولت " صناعة المحتوى الخاص باللغة العربية وآدابها"، قال الإعلامي وصانع المحتوى، محمد ياسين صالح، إن تخصصه في دراسة اللسانيات باللغة الإنجليزية، دفعه أكثر للإقبال على اللغة العربية، مضيفا أن شغفه بهذه الأخيرة نبهه إلى رصد هفوات لغوية يرتكبها البعض، وعلى هذا الأساس سعى إلى تصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة التي يتم توظيفها سواء عن جهل أو سهوا انطلاقا من عمله كمدقق لغوي.
وأضاف أن الإمكانات الهائلة التي باتت تتيحها المنصات الرقمية، جعلت صانع المحتوى أكثر قربا من المتلقي العربي، وهو ما شجعه على دخول عالم صناعة المحتوى الرقمي، مؤكدا في ذات السياق على أن المعيار الأهم بالنسبة للمحتوى الخاص به، يتمثل في إنتاج مادة موجزة مفيدة وممتعة بعيدا عن معيار "تحقيق أكبر عدد من المشاهدات".
من جهته أكد منشئ مبادرة "لسان مبين"،محمد العمري، أن خبرته التي راكمها في مجال تدريس اللغة العربية بالجامعة، قادته إلى قناعة مفادها أن صناعة المحتوى تشكل فرصة هامة لتبسيط قواعد اللغة العربية للمتلقين سواء للناطقين وغير الناطقين بها.
وسجل العمري أنه لمس من خلال الاحصائيات على منصته الرقمية، نتائج "عظيمة جدا" لأثر المحتوى الخاص باللغة العربية على المتلقي، لافتا إلى أنه ينبغي تضافر جهود المتخصصين من أجل العمل على خدمة هذه اللغة من خلال توظيف صناعة المحتوى بلغة الضاد واستثمار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
بدوره دعا منشئ منصة "الأمالي"، محمد لغظف، إلى إعادة إحياء تداول لغة الضاد عبر النصوص الأصلية، لتصبح اللغة المتداولة في شتى الميادين، مشددا على التأثير البارز لصانعي المحتوى باللغة العربية في تغيير السلوكيات، إذ تطرق إلى تأثير مقطع مصور له لقائمة طعام في مطعم ببلده غابت فيها لغة الضاد دفع القائمين إلى اعتمادها في القائمة.
وأكد لغضف على أهمية اللغة العربية كلغة "واقعية" تخاطب الرأي العام، مذكرا بالظروف التي فرضتها جائحة كوفيد 19، حينئذ احتاجت الدول في العالم العربي إلى توظيفها في فترة الحجر الصحي للوصول إلى الجمهور من أجل توعيته وتوجيهه.
وشهدت هذه الجلسة، زخما لغويا احتفاء بلغة الضاد، حيث سارع متدخلون إلى توظيف أبيات شعرية، كناية عن ثراء وجمالية اللغة وكونها معينا لا ينضب.
وتوخى هذا المنتدى، تبيان أهمية هذه اللغة في صناعة المحتوى، ومناقشة التحديات التي يواجهها صناع المحتوى والحلول الممكنة لها في ضوء التطور الرقمي والفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
كما سعى القائمون على هذا المنتدى، لتشجيع توظيف لغة الضاد بطرق مبتكرة في المحتوى الاعلامي الرقمي، فضلا عن استعراض قصص نجاح وتجارب ملهمة في صناعة المحتوى باللغة العربية لتشجيع الهواة والمهتمين على تحسين مهاراتهم.
وتضمن برنامج المنتدى، تنظيم جلسة أخرى حول موضوع" صناعة المحتوى الثقافي العام باللغة العربية الفصيحة"، شارك في مناقشاتها، صانعو محتوى من المغرب ومن دول أخرى، لتبادل الرؤى والتجارب في مجال صناعة المحتوى الثقافي.