وتحمل دورة هذه السنة من المهرجان، الذي تنظمه جمعية لويس برايل بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وعمالة إقليم تطوان وجماعة تطوان، اسم الفنان محمد بنحقة، الذي يعتبر من الموسيقيين والفنانين المكفوفين المرموقين بمدينة تطوان والجهة الذين بصموا على مسار فني وتكويني متيمز، كما يعتبر من أعمدة جوق محمد العربي التمسماني.
وجاء هذا التكريم عرفانا بمسار الفنان محمد بنحقة في المجال الموسيقي بمدينة تطوان، وبعطائه السخي في التكوين الموسيقي، إذ عمل أستاذا لآلة العود في المعهد الموسيقي بتطوان في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كما عمل أستاذا للموسيقى بمعهد طه حسين التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين.
واعتبر المحتفى به، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لحمل هذه الدورة لاسمه وقع خاص في نفسيته كإنسان قبل ان يكون فنانا، موضحا أن هذه التكريم، بمدينته تطوان، سيطبع مساره الفني والموسيقى، لاسيما وأنه جاء ضمن مهرجان يعد من أهم التظاهرات الموسيقية الدولية، التي تشهد مشاركة موسيقيين مكفوفين مرموقين بالعالم.
من جانبه، أكد رئيس جمعية لويس برايل، عبد اللطيف الغازي، أن هذا المهرجان لا يعتبر تظاهرة "فنية وفرجوية كباقي المهرجات الموسيقية فقط، بل هو منصة تهدف إلى تحقيق التواصل وتقاسم التجارب بين الموسيقيين المكفوفين من جميع أنحاء العالم وإبراز إبداعاتهم"، مشيرا إلى أن الدورة تعرف مشاركة فنانين ومجموعات موسيقية من المغرب وتونس والكاميرون والعراق وبلجيكا.
وشدد على أن المهرجان محطة لتأسيس تجارب ومبادرات رائدة، حيث توجت دورته التاسعة بافتتاح فصل خاص بتعليم الموسيقى عبر لغة برايل للطلبة المكفوفين بالمعهد الموسيقي لتطوان، بينما توجت دورته العاشرة بفتح تكوين في البرمجة الالكترونية لتحويل الكتابة الموسيقية إلى نظام برايل عن طريق الحاسوب، من أجل تمكين هذه الفئة من الطلبة من تلقي تكوين موسيقي أكاديمي عصري يواكب التطورات الالكترونية الحديثة.
إلى جانب إلقاء الكلمات الرسمية، عرف حفل الافتتاح تقديم ثلاث عروض فنية لكل من جوق محمد العربي التمسماني برئاسة محمد الأمين الأكرمي ومشاركة الفرقة الصوتية لمعهد طه حسين التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع تطوان، وفرقة "Blind SMS" من الكامرون، ومجموعة الفنان كمال الراضي رفقة الفنانة كوكب فتحي من بلجيكا.
وستتواصل فعاليات المهرجان غدا الجمعة بعقد ندوة حول " الابداع في مواجهة التحديات"، فيما سيعرف يوم السبت تنظيم ندوة ثانية حول" التكنولوجيا والموسيقى"، على أن يكون جمهور المهرجان على موعد مساء ذات اليوم مع عروض فنية لكل من أنجيلين تيزانو (الكاميرون) ثم عرض لفرقة "التحدي" (تونس)، يليه عرض موسيقي لفرقة "الروز" (العراق) فعرض موسيقي غنائي للفنان هشام القيسامي والفنانة فتيحة مبارك (المغرب) ثم اختتام السهرة بأداء عرض غنائي لفرقة "البصائر" (المغرب).
يذكر أن هذا المهرجان الدولي الفريد يهدف إلى إبراز قدرات الموسيقيين المكفوفين والتعريف بإبداعاتهم في المجالات الفنية، وخلق فرص التلاقي وتبادل الخبرات والتجارب بين الموسيقيين المبدعين المكفوفين من المغرب وباقي بلدان العالم، إضافة الى المساهمة في إدماج الشخص الكفيف في محيطه العام.