وتوقف المشاركون خلال هذا اللقاء، الذي سيتواصل على مدى يومين، والمنظم بمبادرة من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة-وادي الذهب، وبشراكة مع مجلس الجهة، عند تقييم التوصيات الصادرة عن النسختين السابقتين والتي همت على الخصوص مدى إرساء مقاربة فعلية الحقوق في بناء وتنفيذ المشاريع التنموية، على مستوى الجهة.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة-وادي الذهب، ميمونة السيد "نلتقي، في نسخة جديدة، تبلورت فيها فكرة النقاش، لمستوى تداول توصيات الدورة السابقة، ومناقشة المحرز والتحديات، لكن برؤية أكثر تخصصا للحقوق ذات الأولوية والتي تهم بالأساس التدخل لحماية وتوفير حقوق أساسية، كالصحة والتعليم، والاندماج السوسيو اقتصادي، سيما للفئات الأكثر هشاشة".
وأضافت أن هناك قناعة بأن المقاربة الحقوقية للتنمية هي التي تقوم على نظرة شمولية لحقوق الإنسان، مبنية على أساس أن الحقوق غير قابلة للتجزيء ومتشابكة ومترابطة و غير قابلة للتصرف بحيث تقوم على أساس المعايير المعترف بها دوليا ووفق القوانين الوطنية، مشيرة إلى أن التنمية الدامجة تتأسس على بلورة الوصول لمختلف الحقوق والحريات، ضمن نفس السياسة التنموية.
وأبرزت أن من فرص تحقيق هذه المقاربة، هو ما باتت تنفذه المؤسسات من برامج ومشاريع للتنمية المستدامة، تقوم على التدبير بالنتائج، ووفق قوانين إطار لاسيما في قطاعات التربية والتكوين والصحة والحماية الاجتماعية.
وفي تصريح للصحافة، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة-وادي الذهب، محمد فوزي، إن موضوع التنمية الدامجة يكتسي أهمية بالغة بقطاع التربية الوطنية الذي خصص برنامجا خاصا من برامج الإطار الإجرائي لتنزيل القانون الإطار الخاص بالتربية الدامجة، وذلك اقتناعا بالحق في التعليم كحق لكافة المواطنين والمواطنات بدون أي شكل من أشكال التمييز، ولكون فئة الأطفال من التلميذات والتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلب نوعا خاصا من التتبع والتكييف المناسب لظروفهم الصحية.
وأضاف أنه لهذه الغاية، تم إرساء شراكات بين الأكاديمية والمديريتين الإقليميتين مع الجمعيات الشريكة، وهناك برنامج خاص، سواء في مجال التدريس أو التكيف مع الامتحانات، مما يمكن الأطفال في وضعية إعاقة، بمن فيهم أطفال المهاجرين، من التمدرس المناسب و الجيد والفعال.
ومن جهته، أكد المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية، سيدي أحمد حرمة الله، أنه كوكالة اجتماعية في إطار القطب الاجتماعي بجهة الداخلة وادي الذهب تم عرض إستراتيجية الوزارة والمتمثلة في إخراج مخطط مديري للأشخاص في وضعية إعاقة بهذه الجهة، معربا عن الأمل في أن يسفر اللقاء عن توصيات وحلول للاشكالات التي تواجهها هذه الفئة على صعيد الجهة.
من جانبه، شدد سالم بلبل، المنسق الجهوي للتعاون الوطني بجهة الداخلة وادي الذهب على ضرورة إعداد سياسة جهوية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة تندرج فيها جميع البرامج وذلك بانخراط كافة المتدخلين من أجل تجويد الخدمات وتضافر الجهود، للتغلب على الصعوبات التي يواجهها الأشخاص في وضعية إعاقة على جميع المستويات.
وستعرف هذه النسخة الثالثة من منتدى التنمية الدامجة تنظيم العديد من الورشات حول مواضيع من قبيل "حقوق الطفل ضمن المقاربات الدامجة" و"الترافع لصالح الفئات الهشة" و"الاستراتيجيات التواصلية".