وتميز هذا الاجتماع الذي ترأسه عامل إقليم السمارة، إبراهيم بوتوميلات، بتقديم تقرير لمكتب الدراسات المكلف بإعداد خريطة قابلية التعمير، ركز على أهداف ومراحل مشروع الدراسة، مع تقديم مقترحات ودراسات حول مختلف الجوانب المتعلقة بالمشروع، بهدف جعل المناطق الحضرية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتنقسم هذه الدراسة، التي أسندت الوكالة الحضرية للعيون الساقية الحمراء، إنجازها إلى مكتب الدراسات، والتي تبلغ مدة تنفيذها 18 شهرا، إلى أربع مراحل رئيسية، تهم جمع البيانات وتفسيرها، وتوصيف المخاطر، وتقييم الأثر البيئي، وإعداد خريطة قابلية التعمير، فضلا عن إعداد تقرير موجز، وتنظيم ندوة خاصة بالفاعلين المحليين بهدف تقديم نتائج الدراسة وطرق استعمالها.
وقد خصصت لهذه الدراسة التي تشكل موضوع اتفاقية متعددة الأطراف، ميزانية إجمالية قدرها 2 مليون درهم، بتمويل من وزارة الداخلية من خلال صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية بمبلغ مليون درهم، وجماعة السمارة، والوكالة الحضرية ب 500 ألف درهم لكل واحدة منهما.
وتهدف هذه الدراسة إلى إعداد خريطة قابلية التعمير لمدينة السمارة، مصحوبة بمذكرة توضيحية تحدد قابلية البناء والظروف والإجراءات الوقائية ضد المخاطر المختلفة (تراكم الرمال، الانهيارات الأرضية، الفيضانات والزلازل ..).
وفي هذا السياق، سيتم تحديد أربع فئات من المناطق في المجال الحضري التي تشملها هذه الدراسة، وتهم المناطق الخالية من المخاطر والتي من المرجح أن تفتح أبوابها للتعمير العادي، والمناطق المعرضة للخطر والتي تتطلب تدابير التهيئة العامة (تثبيت المنحدرات، ومعالجة التربة ..)، والمناطق التي تتطلب ترتيبات خاصة من قبل المصممين (تقوية الهياكل، وتدابير بناءة خاصة ..)، والمناطق غير المخصصة للبناء والتي تمثل مخاطر غير قابلة للإصلاح.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد السيد بوتوميلات على أهمية خريطة قابلية التعمير لمدينة السمارة، والتي تشكل ورشا استراتيجيا يهدف إلى تعزيز التخطيط الحضري وتقوية الحماية من الأخطار الطبيعية في هذه المدينة.
وأشار إلى أن هذه الخريطة تعد وثيقة تقنية واستراتيجية تسعى إلى تحديد المناطق الملائمة للتعمير، مبرزا أنها تعتبر وثيقة مرجعية تأخذ في الاعتبار أبعاد مخاطر الكوارث الطبيعية، وخاصة الفيضانات والانهيارات الأرضية والزلازل أثناء الكوارث الطبيعية.
وأضاف السيد بوتوميلات أن هذه الوثيقة ستوفر رؤية متكاملة للتنمية الحضرية المستدامة، مبنية على أسس علمية وتحليل شامل للمعطيات الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا على أهمية إجراء مثل هذه الدراسات التي تتطلب انخراط كافة الشركاء والفاعلين المحليين، وتضافر الجهود لإنجاح هذا المشروع.
من جهته، أكد مدير الوكالة الحضرية، المصطفى الكحلاوي، على أهمية هذه الدراسة التي تندرج في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتدبير المندمج لمخاطر الكوارث الطبيعية، مشيرا إلى أنها تسمح بتحديد المخاطر الطبيعية المختلفة التي تهدد المجال الحضري بطريقة علمية ودقيقة، في أفق اعتماد تخطيط ترابي شامل ووقائي، ملائم مع المخاطر.
وبعد أن أكد أن مدينة السمارة معرضة للفيضانات إثر التساقطات المطرية الغزيرة غير المنتظمة، أشار السيد الكحلاوي إلى أن هذه الدراسة لها قيمة مضافة كبيرة في تعزيز إنجاز المشاريع الاستثمارية والتوسع العمراني، مبرزا أن هذا اللقاء فرصة هامة للنقاش وتبادل وتقديم المقترحات من طرف مجموعة من المتدخلين بشأن الدراسة المذكورة التي تشمل مدينة السمارة.
ويشار إلى أن خريطة قابلية التعمير ستكون مصحوبة بتقرير مفصل يشير إلى مختلف مكونات هذه الخريطة، ومذكرة توضيحية وقواعد حول شروط استخدام هذه الخريطة.