ويقدم هذا المعرض، الذي يتواصل إلى غاية 8 فبراير المقبل، تأملات حول مواضيع الاغتراب، والتيه، والوحدة باعتماد عدة تقنيات مثل الرسم والطباعة الحجرية والطباعة الحريرية، ويحاول من خلاله الفنان ياسين الشواطي استكشاف الذاكرة والحزن المرتبطين بالاغتراب، وتحفيز الزوار على التفكير الجماعي.
وأبرز الشواطي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تصوره للاغتراب لا يقتصر فقط على سرد بسيط بخصوص الهجرة، بل يشكل استكشافا شخصيا واستنباطيا، مشيرا إلى أنه، ومن خلال فنه، يستكشف الاغتراب من منظور شخصي وأكثر حميمية.
ووصف الفنان أعماله بكونها "سيرة ذاتية عميقة"، يتأمل من خلالها في بعده عن وطنه الأم، مفصلا البنية السردية لمعرضه الذي يتضمن أربعة مشاريع رئيسية.
وفي هذا الصدد، أوضح أن سرده مترابط ومجزأ في الآن ذاته، مما يخلق فضاء يتيح للزوار الانخراط والمشاركة الفعالة في التجربة الفنية، منبها إلى أن عمله يهدف إلى أن يكون رمزيا وشاعريا ويدعو إلى التفكير في الهوية والذاكرة.
وقال الشواطي إن ""خريطة التنقل" أكثر من مجرد معرض، بل جسر بين ماضيّ وحاضري، وعودة مؤثرة إلى شواطئ طفولتي".
وأوضحت مديرة قسم الفن والثقافة والاتصال بالمؤسسة، فتيحة أملوك، أن معرض "خريطة التنقل" الذي جرى افتتاحه بحضور السيد عمر عزيمان، مستشار جلالة الملك، والرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، وثلة من الشخصيات من مختلف المشارب، يتناول مواضيع مرتبطة ارتباطا عميقا بالهجرة، وهو ما يعكس بشكل تام مهمة المؤسسة المتمثلة في تقديم أعمال المغاربة المقيمين بالخارج والترويج لها.
وأضافت أنه منذ افتتاح رواق "ضفاف" في عام 2016، المخصص حصريا للفنانين المغاربة المقيمين في المهجر، استقبلت المؤسسة العديد من الفنانين ونظمت العديد من المعارض، مشيرة إلى أن "هذا الأمر يشكل طريقتنا في دعوتهم لمشاركة إبداعاتهم التي تعكس ارتباطهم بالمغرب، كما تتميز بتأثيرات البلدان التي عاشوا ودرسوا فيها".
وبحسب السيدة أملوك، فإن هذا المعرض ليس مجرد حدث فني فحسب، بل احتفاء بالروابط العابرة للحدود واعتراف بالتعدد الثقافي للمغاربة المقيمين بالخارج، حيث يوفر منصة لهؤلاء الفنانين للتعبير عن جذورهم المغربية والتأثيرات العامة لمساراتهم.
يذكر أن رواق "ضفاف" افتتح في مارس 2016، وهو مخصص للفنانين والكتاب المغاربة المقيمين بالخارج. ومنذ افتتاحه، احتضن العديد من المعارض وعروض الكتب بهدف تعريف الجمهور المغربي بإبداعات أبناء الجالية وإشراكهم في الحياة الفنية والثقافية بوطنهم الأم.