ويرافق وفد مغربي كبير، يتكون من 180 مهنيا سياحيا من القطاعين العام والخاص، مسؤولي المكتب لتقديم العرض الوطني خلال هذا الحدث الهام، الذي يجمع أكبر الفاعلين في قطاع السياحة العالمي.
وهذه السنة، يسلط الرواق المغربي الضوء على المؤهلات والثروات السياحية التي تزخر بها عدة جهات مغربية، مع إيلاء أهمية خاصة لجهتي الرشيدية وطنجة، باعتبارهما وجهتان ضيفتا شرف بالمعرض. كما تشارك شركتا الطيران المغربيتان، الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، في تعزيز الحضور المغربي بهذه التظاهرة العالمية.
ويفسر هذا التواجد الوازن بصعود المغرب بقوة وتمكنه من فرض تواجده بهذا السوق الوازن. فإسبانيا تسجل تدفقا سياحيا قياسيا للسياح نحو المغرب، حيث توافد عليه 3.5 ملايين سائح إسباني في سنة 2024، أي بارتفاع بنسبة 16 في المائة مقارنة مع سنة 2023. ويوازي هذا التقدم ارتفاع في القدرات الجوية بنسبة 20 في المائة برسم شتاء 2024-2025، وفتح خطوط جوية جديدة على غرار خط مدريد-الداخلة ولانزاروط-الداخلة، والذي يرتقب أن يؤدي إلى تحقيق نمو بنسبة 8 في المائة في صيف 2025.
يشار إلى أن المعرض الدولي الإسباني للسياحة يعد موعدا سنويا متميزا لدى المهنيين السياحيين، ويحتل المرتبة الثانية ضمن المعارض السياحية الدولية، والمرتبة الأولى بالأسواق الإيبيرية واللاتينو أمريكية. وبمشاركة زهاء 9000 مقاولة عن 152 بلدا، استطاع هذا المعرض جذب 97 ألف سائح و153 ألف مهني سياحي.
وعلى هامش هذا المعرض، أبرم المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقيات إستراتيجية لتعزيز الشراكات الدولية، من بينها على وجه الخصوص الاتفاقيتين الموقعتين مع كل من الكونفدرالية الإسبانية للسياحة "CEAV" والكونفدرالية البرتغالية للسياحة "APAVT".
وتنص هاتان الاتفاقيتان على تعزيز مكانة المغرب كوجهة دولية للسنة. كما تتضمن نفس المبادرات تنظيم أيام للسفر من طرف الكونفدرالية الإسبانية بالمغرب شهر أكتوبر 2025 وتنظيم المؤتمر السنوي للكونفدرالية البرتغالية للسياحة في سنة 2026، وهما تظاهرتان تشهدان على التوالي حضور 100 فاعل سياحي إسباني و750 فاعل سياحي برتغالي.
ومن جانب آخر، جرى الاتفاق مع الفدرالية الأندلسية لوكالات الأسفار (FAAV) والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ولأول مرة، على تسليط الضوء على وجهة المغرب من تنظيم تظاهرات دعائية وترويجية لاستهداف السياح بمنطقة الأندلس وتنظيم المؤتمر السنوي للفدرالية الأندلسية للسياحة شهر أبريل 2025 بتطوان، وتمودا باي وطنجة.
كما أبرم المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقيات شراكة مع فاعلين رئيسيين مختصين في تنظيم الأسفار والرحلات بشبه الجزيرة الإيبيرية وعلى الصعيد العالمي، أمثال أفوريس "Avoris"، سولفيرياس "Solferias"، ديستينيا "Destinia" ولوكسوتور إلكورتي إنجليس "Luxotour El Corte Inglés"، وإكسبيديا "Expedia"، وجيت تو كوم "Jet2Com"، وتريب أدفايزر "TripAdvisor".
وسيتم أيضا إبرام اتفاق شراكة تاريخي مع شبكة الوكالات "GEA" التي تضم تحت لوائها 2500 وكالة بكل من البرتغال، والبرازيل وأمريكا اللاتينية، والذي ينص في مجمله على العمل على الترويج لوجهة المغرب بشكل نشيط وفعال.
أما في ما يتعلق بالتظاهرات الكبرى على غرار كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، فسيعمل المكتب الوطني المغربي للسياحة على إبرام علاقات تعاون مع شبكة "أفريقيا موروكو لينكس" "Africa Morocco Links"، من خلال إعداد مخطط إستراتيجي للتواصل وإرساء آلية تسويقية تستهدف السوق الإسباني وجزر البليار، عبر الخط البحري الجديد طريفة-طنجة المدينة الذي تم إحداثه بهدف تعزيز التدفقات السياحية واستقطاب أكبر عدد من السياح الوافدين على المغرب.
وعلى العموم، فمن خلال مشاركته المتميزة بهذا المعرض الدولي الشهير، يكون المكتب الوطني المغربي للسياحة قد جدد مرة أخرى، وبكل قوة، عزمه الأكيد على الارتقاء بالمغرب كوجهة سياحية من الطراز الرفيع بالأسواق الإيبيرية، وذلك بالاعتماد في المقام الأول على غنى وتميز عرضه السياحي وموقعه الجغرافي الإستراتيجي.