ويندرج هذا الحدث، الذي ينظمه مركز دراسات الدكتوراه التابع للجامعة "علوم، هندسة وتنمية مستدامة"، في إطار الدور الهام الذي تضطلع به الجامعة في النهوض بالبحث والابتكار.
وتمثل الهدف الرئيسي لهذه التظاهرة في توفير منصة للتبادل بين الباحثين وطلبة الدكتوراه والطلبة والمهنييين، من أجل النهوض بالتميز الأكاديمي والعلمي ، وتشجيع التعاون بين التخصصات وتثمين أثر البحوث على الإشكاليات الحقيقة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد رئيس الجامعة الخاصة لفاس، عزيز لحلو، أن "التميز يعتبر شرطا ضروريا"، مسجلا أن "جودة الدكتوراه تعكس الطريقة التي تنتشر بها العلوم وتؤثر في مجتمعنا".
وشدّد على أهمية جودة التكوين في الدكتوراه والتحسينات المستمرة التي يتم إدخالها عليه، لا سيما تعزيز التفاعل مع المقاولات، مشيرا إلى أن "الدكتوراه ليست فقط مفتاحا للتميز الأكاديمي، بل هي أيضا مفتاح للاعتراف من قبل الشركات".
وأعرب السيد لحلو عن الأمل في أن تصبح النسخة الأولى من أيام الدكتوراه للجامعة الخاصة لفاس حدثا سنويا.
من جهته، استعرض مدير مختبر البحث في العلوم الاقتصادية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عبد الرزاق الهيري، الإشكالات المرتبطة بالبحث في الاقتصاد والمكتسبات والمبادئ الأخلاقية والشروط الأساسية للباحث في العلوم الاقتصادية.
وشدد في مداخلة بعنوان "البحث في العلوم الاقتصادية: المسار والمتطلبات والتحديات"، على ضرورة أن يتبنى الباحثون مقاربات مبتكرة ومتعددة التخصصات من أجل مواجهة هذه التحديات.
وسلط السيد الهيري الضوء على المراحل الأساسية للعمل البحثي الدقيق، بدءا من صياغة المشكلة ذات الصلة إلى جمع البيانات وتحليلها، مروراً ببناء إطار نظري متين واختيار المنهجية المناسبة.
ودعا الباحثين الشباب إلى الانخراط في البحوث التطبيقية والتعاون مع تخصصات أخرى ونشر نتائجها، من أجل المساهمة في إغناء السياسات العمومية ، والمساهمة في التنمية السيوسيو – اقتصادية بالمغرب.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نائب رئيس الجامعة الخاصة لفاس المكلف بالابتكار والشراكات، إبراهيم أقديم، على أهمية البحث العلمي والتقني والابتكار بالنسبة للجامعة، مبرزا انخراط الجامعة من خلال مختبراتها ومركز الدكتوراه التابع لها، في معالجة القضايا ذات الأولوية بالنسبة للمجتمع والاقتصاد والمجالات الترابية.
وقال "اليوم، بعد اعتماد الدكتوراه وتسجيل حوالي ثلاثين طالبا، نسجل التزامهم بالبحث العلمي الجاد الذي يمكن أن يتلمس طريقه نحو إصدارات دولية معترف بها، ويساهم في حل إشكالات ملموسة".
وأضاف السيد أقديم أن هذا الحدث يتيح لطلبة الدكتوراه استعراض تقدم أعمالهم البحثية أمام الأساتذة وبقية الباحثين، مما يتيح آفاقا مهمة للتحسين.
ويتيح هذا الحدث للجميع، سواء كانوا باحثين أو فاعلين سوسيو - اقتصاديين أو شغوفين بالتكنولوجيا والاستدامة، فرصة ثمينة للاطلاع وتبادل الأفكار ونسج روابط مع فاعلين آخرين في التغيير.
وبالإضافة إلى المحاضرات والورشات المتعلقة بالإنتاج العلمي وأخلاقيات احترام الملكية الفكرية، تتيح هذه الأيام، لاسيما لطلبة الدكتوراه، تقاسم تجاربهم وتعزيز التواصل مع المهنيين الذين يتقاسمون نفس الأفكار وعرض تقدم أعمالهم.
وبحسب المنظمين ، فإن الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء، إلى جانب موضوع التنمية المستدامة، يعزز أفقية محاور البحث داخل مركز دراسات الدكتوراه.
ويسعى مركز دراسات الدكتوراه "العلوم، الهندسة والتنمية المستدامة" التابع للجامعة الخاصة لفاس، منذ افتتاحه في السنة الجامعية 2023-2022 إلى مواكبة الطلبة الذين يُحضرون شهادة الدكتوراه من جهة، وتكريس مكانتها كجامعة متوجهة نحو الابتكار والبحث متجذرة في مجالها وتدعم استراتيجيات تنمية قطاع علوم المهندس وعلوم التدبير.