ويندرج هذا اللقاء، المنظم تحت شعار "حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي: الحقوق والواجبات"، في إطار أسبوع حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي واحترام الحياة الخاصة. ويتزامن الحدث مع الاحتفال باليوم العالمي لخصوصية البيانات الذي يصادف 28 يناير من كل سنة، وبالذكرى الخامسة عشرة لتنفيذ القانون رقم 08-09، والذي يعد حجر الزاوية في تنظيم المعطيات الشخصية بالمغرب.
وشكلت هذه الندوة الجهوية فرصة لتسليط الضوء على التحديات الصعبة المتعلقة بتدبير المعطيات ذات الطابع الشخصي، خاصة في ظل سياق تؤثر فيه التكنولوجيا في كل جوانب الحياة اليومية، من الصحة إلى التعليم مرورا بالعمل والترفيه.
كما تم خلال هذه الندوة إبراز الدور المحوري الذي تضطلع به اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. وتتولى هذه اللجنة، التي تم إنشاؤها بمقتضى القانون رقم 08-09، السهر على ضمان احترام القوانين وتحسيس المواطنين بحقوقهم في مجال حماية المعطيات.
وتضطلع هذه اللجنة بمهمة مواكبة الحكومة والبرلمان في مجال تخصصها وتتمتع بصلاحيات التحري لضمان المعالجة السليمة للمعطيات ذات الطابع الشخصي في سائر أنحاء المملكة.
وفي هذا الإطار، ذكّرت اللجنة بمناسبة هذه الندوة الجهوية بالحقوق الأساسية للمواطنين في مجال حماية المعطيات، خاصة الحق في الولوج إلى بياناتهم، والحق في طلب تصحيحها في حالة وقوع خطأ، والحق في التعرض لأسباب مشروعة، لاسيما من أجل منع استخدام هذه المعطيات لأغراض تجارية.
وتم كذلك تسليط الضوء على التزامات المسؤولين عن معالجة المعطيات التي يجب أن تكون بطريقة آمنة ومشروعة وشفافة، واحترام الغاية من المعالجة، ومبدأ التناسب، بالإضافة إلى السهر على جودة المعطيات، واحترام مدة حفظ المعلومات، وضمان سلامتها وسريتها، وأيضا ضمان ممارسة الأشخاص المعنيين لحقوقهم.
كما قدمت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي عرضا تفصيليا حول الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل أي شخص يرغب في تقديم شكوى في حالة انتهاك حقوقه. ويمكن للمواطنين توجيه شكواهم مباشرة إلى مقر اللجنة وعن طريق البريد الإلكتروني على [email protected] أو عبر الموقع الإلكتروني للجنة https://www.cndp.ma/ar/plaintes.
وتندرج هذه الندوة الجهوية في إطار سلسلة من الأنشطة التحسيسية التي سيتم تنظيمها خلال هذا الأسبوع في مختلف مناطق المملكة، لمناقشة عدة محاور منها على الخصوص: "دور حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في تعزيز القيم الدستورية"، و"دور حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في دعم الاستثمار"، و"المبادئ الأساسية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في المجال الصحي"، وغيرها.
وسيتم تخصيص أحد أبرز فعاليات هذا الأسبوع لفائدة الشباب، من خلال تقديم منصة "كون على بال"، التي تروم رفع مستوى الوعي لدى الأطفال واليافعين بمخاطر العالم الرقمي وتداعياته على حياتهم الخاصة.