وأكد المتدخلون، خلال هذا اللقاء، الذي نظم حول موضوع "تدبير إنساني للحدود.. من تدبير الهشاشة إلى تحفيز الفرص"، على الحاجة الملحة للتعاون بين كافة الفاعلين المعنيين بمسألة الهجرة على المستويين الإقليمي والدولي، مبرزين في الوقت ذاته أهمية فهم أفضل لمختلف ظواهر الهجرة.
وأشاروا أيضا، في هذا السياق، إلى أهمية حماية حقوق المهاجرين، وخاصة من خلال المواكبة والاندماج وفق مقاربة مدمجة.
من جهة أخرى، تم خلال هذه المائدة المستديرة، التي شهدت مشاركة ثلة من الخبراء والمسؤولين بالعديد من القطاعات والهيئات المعنية بمسألة الهجرة وتدبير الحدود، وكذا ممثلي منظمات دولية وبعثات دبلوماسية، تسليط الضوء على دور المجتمع المدني في دينامية تدبير تدفقات الهجرة ومساهمة التكنولوجيات الجديدة للذكاء الاصطناعي في تدبير الحدود.
وفي هذا الصدد، دعت رئيسة منتدى حوار القضاة الأفارقة، جميلة صدقي، إلى اعتماد مقاربة شاملة ومندمجة لتدبير تدفقات الهجرة، فضلا عن وضع سياسة تحسيسية لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة.
كما أوصت بإحداث منصة رقمية لتبادل المعلومات بين البلدان الإفريقية بهدف وضع تدابير ناجعة لحماية حقوق الأطفال المهاجرين، داعية إلى بلورة وتنظيم برامج تكوينية في مجال حماية حقوق المهاجرين لفائدة القضاة الأفارقة.
من جهته، أبرز رئيس جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن بوجدة، هشام بركة، الدور الأساسي الذي يضطلع به المجتمع المدني في حماية المهاجرين، باعتباره فاعلا رئيسيا في دينامية دعم حقوق وكرامة هذه الفئة.
واعتبر أن المجتمع المدني يقدم خدمات حيوية، من قبيل المساعدة القانونية والدعم الإنساني للمهاجرين في وضعية صعبة، مع أخذ البعد الإنساني في الاعتبار في تدبير قضايا الهجرة.
وسجل أن المجتمع المدني يساهم أيضا في تحسيس الرأي العام والترافع من أجل سياسات هجرة أكثر شمولية، وتشجيع حلول مستدامة، مع احترام الخصوصيات الثقافية والاجتماعية لكل فرد.
وفي سياق متصل، أبرز القائد بمديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، محمد أمين العلمي المودني، أهمية الذكاء الاصطناعي في تدبير السياسات العمومية، بما في ذلك تدبير الحدود.
وأوضح أن "الذكاء الاصطناعي يعد وسيلة لتعزيز دقة الإنذارات في أنظمة مراقبة الحدود"، مشيرا إلى أنه يتيح أيضا تدبير المخاطر الجوية، وتحليل مسارات الهجرة، بهدف تحديد شبكات الاتجار بالبشر المحتملة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يسهم، في هذا الإطار، في ترشيد عمليات الإنقاذ وتعزيز كفاءة فرق التدخل، قصد ضمان حماية أفضل للمهاجرين.
من جانبه، استعرض ممثل المرصد الإفريقي للهجرة المهام والأنشطة والأهداف الرئيسية لهذه الهيئة الاستراتيجية، التي تأسست باقتراح من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وذكر بأن هذا المرصد يهدف إلى تحسين الحكامة الشاملة لقضايا الهجرة في إفريقيا، وسد الثغرات المرتبطة ببيانات الهجرة، وتوجيه البلدان الإفريقية نحو بلورة سياسات فعالة في مجال الهجرة.