وتنظم هذه الندوة المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، بمبادرة من (معهد تمبكتو- المركز الإفريقي لدراسات السلام)، وبشراكة مع الجامعة الدولية للرباط، وصندوق الإيداع والتدبير.
وأبرزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، في افتتاح هذه الندوة، الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع المغرب والسنغال، لا سيما على المستويين الثقافي والإنساني، مؤكدة أن "هذه الأخوة عريقة، وتجري في عروقنا".
ووفي معرض حديثها عن طموحات البلدين في المجال الرقمي، قالت السغروشني إن الرباط ودكار تحدوهما الرغبة في جعل إفريقيا فاعلا رئيسيا في الحكامة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما شددت على أنه "لا يمكن لإفريقيا أن تبقى في موقع المتفرج على عمليات التقنين التي تفرضها القوى الأخرى في هذا المجال، بل يجب أن تقول كلمتها"، داعية إلى مقاربة قارية موحدة.
وأبرزت أن هناك حاجة ملحة لتكوين الشباب الإفريقي وإشراكهم في الثورة التكنولوجية، مضيفة أن إفريقيا يجب أن تعد شبابها لمواجهة تحديات التكنولوجيا الرقمية.
من جانبها، أكدت الكاتبة العامة لصندوق الإيداع والتدبير، لطيفة الشهابي، أن ذكرى اتفاقية إقامة العلاقات بين المغرب والسنغال تشكل فرصة للاحتفال بالروابط المؤسساتية والإنسانية التي تجمع البلدين.
وبعد أن أشارت إلى التعاون بين صندوق الإيداع والتدبير وعشرات الصناديق من مثيلاته الإفريقية ،قالت الشهابي إن هذا التعاون قد تعزز من خلال إنشاء منصة للتبادل والحوار في إطار منتدى صناديق الإيداع الذي تم إطلاقه سنة 2011 في مراكش.
كما استعرضت اتفاقيات التعاون الموقعة بين صندوق الإيداع والتدبير وصندوق الودائع والأمانات السنغالي في عدد من المجالات الاستراتيجية، بما فيها الادخار والتمويل والاستثمار، مشيرة إلى أن الصندوقين يلعبان دورا في تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
من جانبها، أبرزت سفيرة جمهورية السنغال في المغرب، زينابو ديال، العلاقات التاريخية والاستثنائية التي تربط الرباط ودكار، مشددة على أن "المغرب بمثابة بلدنا الثاني، تماما مثلما أن السنغال هي البلد الثاني للمغاربة".
وسلطت الدبلوماسية السنغالية الضوء على الطابع الاستشرافي لاتفاقية إقامة العلاقات بين المغرب والسنغال، والتي تضمن حرية التنقل والولوج للوظيفة العمومية وحرية الإقامة بالبلدين.
كما دعت السيدة سينابو ديال إلى التفكير في تكييف الاتفاقية مع التحديات المعاصرة، مبرزة الدور الرئيسي للجاليات في تعزيز روح الأخوة بين البلدين.
من جهته، أبرز رئيس جامعة الدولية للرباط، نور الدين مؤدب، الروابط الوثيقة بين الجامعة والسنغال، لا سيما من خلال الشراكات مع جامعة غاستون بيرجي في سان لوي، وجامعة الشيخ أنتا ديوب في دكار، والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء - الشيخ أنتا ديوب وغيرها.
وقال السيد مؤدب إن "هذه الدينامية يجب أن تكون قاطرة للبحث العلمي الإفريقي"، داعيا الفاعلين بإفريقيا إلى التفكير بشكل جماعي في التكامل الاقتصادي للقارة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بتحد بالغ الأهمية، خاصة وأن عدد الطلبة الأفارقة سيتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030، حيث سيرتفع من 9 إلى 27 مليون طالب، مشيرا إلى أن هذا الرقم يمثل ثروة ورافعة للتحول.
وأشاد المدير الإقليمي لمعهد تمبكتو للأبحاث في داكار، باكاري سامبي، في كلمته، بالعلاقات المتميزة بين البلدين، والمتجذرة في تاريخ مشترك ورؤية موحدة لمستقبل القارة الأفريقية.
كما أشار إلى أن محور الرباط - دكار يشكل رافعة للتكامل الإفريقي، قادرة على إلهام القارة الإفريقية بأكملها، مضيفا أن الشراكة بين المغرب والسنغال تكرس تناغما نموذجيا.
وتابع أنه في سياق عالمي سريع التغير، ويتسم بتحديات جيوسياسية ومناخية جديدة، يوفر هذا التحالف أساسا متينا لبناء استجابات إفريقية للقضايا العالمية، مشددا على أهمية تعاون الجامعات في إيجاد حلول أفريقية للتحديات المشتركة.
جدير بالذكر أن اتفاقية إقامة العلاقات بين المغرب والسنغال الموقعة سنة 1964، تتضمن العديد من المقتضيات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك منح السنغاليين المقيمين في المغرب نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون المغاربة، والعكس صحيح.