وتعد المجموعة الشعرية "كلمات متناثرة 2: الحب في الشعر، التي صدرت عن "منشورات سوشبريس" عملا إبداعيا يستكشف الأبعاد المتعددة للحب الذي يمزج بين العواطف والتأملات والجمال الشعري من خلال أبيات مؤثرة.
وجاء في غلاف الديوان الشعري للسيد بن يحيى، أن "الكتابة سمة إنسانية، وردة فعل للبقاء في مواجهة عبثية الحياة ونفاقها اليومي. الكتابة هي استنشاق للفعل وزفير للحب".
وقال الشاعر "اللحظة تكون مؤثرة للغاية حين تنبثق الكلمات من القلب لتعبر اليد، وتتحول إلى أبيات بالفرنسية أو العربية أو أحيانا بالإنجليزية، مرتدية لغة المشاعر المتفجرة".
وأضاف خلال لقاء عقد في جناح المغرب في المهرجان: "من خلال هذه المجموعة، أردت استكشاف الوجوه المتعددة للحب، هذه القوة التي توحدنا جميعا".
ويرى السيد بن يحيى، الذي خص والده، الشاعر الكبير، يتكريم خاص في عمله، أن "الحب هو ذلك المنشور الذي يمنحنا القدرة والقوة على التأمل في الخلود.
وبحسب صائغ كلمات متناثرة، وهو أيضا مهندس في الكيمياء النووية، فإن "هذا السعي نحو الخلود" طالما دفعه إلى البحث عن الحقيقة أينما وجدت، سواء من خلال "مساره العلمي" أو "عالمه الأدبي والفني والموسيقي"، الذي يسمح له "بتجاوز رتابة الحياة اليومية، والنظر إليها بعين إنسانية، بسيطة، تحرّكها المحبة.
وأوضح الشاعر والموسيقي أنه "عندما أكتب لا أخضع لأي نهج أكاديمي، أفعل ذلك بطريقة طبيعية، أسكب مشاعري، وأمنح قلبي المجال لينساب على الورق بكل ما يختلجني من أحاسيس، وبالعاطفة التي تغمرني في تلك اللحظة".
وفي مساره الإبداعي، يعتبر"احترام الآخر أمرا أساسيا". فبرأيه "من خلال احترام الآخر يمكننا أن نستعيد السلام والسكينة، وكذلك إنسانيتنا في أبسط، وأجمل، وأسمى تجلياتها".
وبخصوص حضوره في مهرجان الكتاب، قال السيد بن يحيى، وهو أيضا مكلف بمهمة بالديوان الملكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "سعيد ويتشرف بلقاء الجالية المغربية التي ترفع الراية المغربية عاليا عبر العالم، و"كل من يحب القراءة والكتاب، وخاصة الشعر".
وقال إن الشعر "يأخذني إلى عالم أعشقه"، وهو عالم يعتز به ويغذي إلهامه.
واختتم اللقاء بجلسة توقيع لديوان الشاعر والموسيقي، مما أتاح للمشاركين التفاعل معه ومواصلة هذه اللحظة الثقافية الاستثنائية.
وشارك المغرب هذه السنة في مهرجان باريس للكتاب، الذي أقيم في القصر الكبير، كضيف شرف بجناح يمتد على مساحة 330 مترا مربعا، وقدم برنامجا غنيا ومتنوعا، تضمن 28 لقاء في فضاء المؤتمرات، و16 جلسة نقاش حول مواضيع أدبية واجتماعية، و10 عروض تقديمية للكتب، وعرضين فنيين (فن الصلام والمسرح)، بالإضافة إلى مائدة مستديرة دولية حول "المصير الأطلسي بين فرنسا والمغرب"، تماشيا مع موضوع هذه السنة: "البحر".