وقد غصت جنبات الطريق، الذي مر منه الموكب الملكي، بحشود المواطنين والمواطنات الذين جاؤوا ليشاركوا أمير المؤمنين فرحة العيد وهم يهتفون بحياة جلالته ويباركون خطواته.
واستعرض جلالة الملك، لدى وصوله إلى المسجد، تشكيلة من الحرس الملكي أدت لجلالته التحية، قبل أن يجد في استقباله رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين ومستشاري صاحب الجلالة وباقي أعضاء الهيئة الوزارية والمندوبين السامين والوكيل العام للملك بالمجلس الأعلى ورؤساء المجالس الدستورية ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ومديري الدواوين الملكية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام للدراسات والمستندات ووالي جهة الرباط -سلا-زمور -زعير.
وفي خطبة العيد، أوضح الخطيب أن الله أراد خيرا بالأمة الإسلامية وشاء لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وشرح صدورها للإسلام وأنار قلوبها وعقولها بنور الإيمان ووفقها لصالح الأعمال وجعل لها محطات إيمانية ومواسم خالدة تقف عندها كلما حان أوانها.
وأكد أن من أيام الله المباركات العشر الأوائل من ذي الحجة التي جعلها الله موسم رحمته وميقات رضوانه وغفرانه، تتزاحم فيها مواكب النور على أرض الرسالة ومنازل الوحي ليتحقق المشهد الوحدوي الإسلامي العظيم، حيث تلتقي وفود الحجيج من كل فج عميق في حب ورحمة وإخاء "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات".
وأبرز أن يوم عيد الأضحى يوم مشهود في حياة المسلمين لما يرمز إليه من قيم التضحية والصبر والفداء في سبيل مرضاة الله وطاعته، مذكرا بأن الله جعل من هذا العيد موسما إسلاميا عظيما وجعل الفرحة به فرحة جماعية.
وأضاف أن الإسلام دين الحياة يريد للمسلمين أن يقفوا وقفة الراحة والاستجمام ليأخذ الإنسان نصيبه من الهدوء والرضا والترويح المباح، مشيرا إلى أن هذا من روائع الهدي المحمدي في الأعياد، حيث يعكس مدى استجابة الإسلام للفطرة ومدى تفتحه على الحياة وأخذه بالنصيب الأوفى منها.
وشدد على أن الله جعل من الأعياد مواسم لصفاء الروح وسمو النفس لتبعث في كيان المسلمين العزم وتجدد عندهم الأمل والرجاء في مستقبل واعد بكل خير.
وخلص الخطيب إلى أن أمير المؤمنين يواصل السعي بخطى ثابتة لتحقيق السعادة لشعبه وقيادته إلى طريق الهدى والصلاح مما أكسبه رضا الله تعالى وثقته ومحبة شعبه الوفي.
وفي الختام ابتهل الخطيب إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين نصرا مبينا يعز به الإسلام والمسلمين وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن ينزل شآبيب رحمته ومغفرته على الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته مع النبيئين والصديقين.
وبعد أداء صلاة العيد، تقدم للسلام على صاحب الجلالة وتهنئته بالعيد السعيد رؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدون بالرباط، ثم قام جلالته بنحر أضحية العيد اقتداء بسنة جده المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، فيما قام إمام المسجد بنحر الأضحية الثانية.
وفي ختام هذه المراسم، غادر أمير المؤمنين مسجد أهل فاس عائدا إلى القصر الملكي، في الوقت الذي كانت تدوي فيه طلقات المدفعية احتفاء بالعيد السعيد وتعبيرا عن البهجة بحلوله.
وبالقصر الملكي، تقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده لله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، التهاني بمناسبة عيد الأضحى من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل.
كما تقدم للسلام على جلالة الملك وتهنئته بالعيد السعيد رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين ومستشارو صاحب الجلالة وباقي أعضاء الهيأة الوزارية والمندوبون السامون ورؤساء المجالس الدستورية ومديرو الدواوين الملكية وأصهار جلالة الملك وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وباقي الشخصيات المدنية والعسكرية.