وينعقد هذا المؤتمر، المنظم بمبادرة من جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان بشراكة مع وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة، تحت شعار " أية استراتيجية للوقاية من سرطان الرحم ، وأية استراتيجية للتعاون والولوج للعلاج من السرطان بالشرق الأوسط وإفريقيا ? " .
واقترحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، في كلمة بالمناسبة إحداث صندوق جهوي للشرق الأوسط وإفريقيا، للوقاية من السرطان وعلاجه.
وشددت سموها على أنه لن يتأتى بلوغ أهداف محاربة السرطان إلا بتوفير الموارد المالية والبشرية الكفيلة بتحقيقها، مجددة سموها الاقتراح الذي أعلنت عنه في الاجتماع رفيع المستوى لمنظمة الأمم المتحدة، في 20 شتنبر الماضي، بإحداث صندوق دولي للعلاج من السرطان والوقاية منه،وذلك على غرار ما تم إنجازه في مجال محاربة السيدا.
وفي أفق بلوغ هذا الهدف الأسمى، اقترحت الانطلاق بإحداث صندوق جهوي للشرق الأوسط وإفريقيا، للوقاية من السرطان وعلاجه.
وليشكل حافزا للمجموعة الدولية وللتجمعات الجهوية المماثلة، دعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى إلى التفكير بشكل عملي في مختلف الآليات والوسائل الكفيلة بضمان تمويل قار له، مع الحرص على اعتماد الشفافية وآليات الحكامة الجيدة.
ومن جهته، نوه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الاوسط السيد علاء الدين العلوان، بالدعم المتواصل لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى لجهود محاربة داء السرطان، مبرزا أن المملكة المغربية أخذت فعلا بزمام المبادرة في هذا الشأن قبل عدة أعوام وأذكت الوعي بمشكل السرطان بالشرق الاوسط وإفريقيا.
ومن أجل بلورة الطابع المعقد لمكافحة السرطان بطريقة شاملة، يضيف السيد العلوان، فإن المنظمة العالمية للصحة تعمل على إشراك الدوائر والبرامج ومعظم إدارات المنظمة المعنية بالامراض المزمنة ومكافحة السرطان وبالصحة الانجابية وبحوثها وبصحة الام والطفل.
ومن جانبها، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال أن مرض السرطان، الذي غدا يمس الجميع دون تفرقة، لا زال يعتبر القاتل الأكبر في جميع أنحاء العالم حيث من المتوقع أن يصاب شخص من كل إثنين بهذا الداء بحلول عام 2020، مشيرة الى أن نسبة 75 في المائة من هذه الحالات ستكون في البلدان النامية.
وأشارت الى أنه بفضل الجهود الرائعة لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، أصبح علاج هذا الداء متاحا للآلاف من المرضى بالمغرب، مستعرضة تجربة المملكة الهاشمية الأردنية في مجال محاربة داء السرطان من خلال "مركز الحسين للسرطان".
ومن جانبها، أعربت السيدة الأولى بجمهورية الغابون السيدة سيلفيا بانغو أودينبا، عن أملها في أن يساهم هذا المؤتمر في تحقيق تقدم ملموس في مجال محاربة داء السرطان، الذي يشكل رهانا بالنسبة للصحة العمومية وثقلا كبيرا للعالم بأسره.
وأبرزت الانخراط الشخصي لصاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى لمحاربة هذه الآفة، ملحة على ضرورة النهوض بالجانب المتعلق بالتحسيس والتربية والتشخيص المبكر باعتبارها أدوات ضرورية لأفضل وقاية ضد السرطان.
أما السيدة الاولى بجمهورية غينيا السيدة كوندي دجيني كابا، فأبرزت من جهتها، علاقات الصداقة والأخوة المتميزة القائمة بين المغرب وغينيا، منوهة بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل صاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى، ليس فقط من أجل محاربة داء السرطان بل أيضا في مجال المحافظة على صحة النساء بصفة عامة.
وأعربت عن آملها في النهوض بعلاقات الشراكة بين بلدان الشرق الاوسط وإفريقيا، التي بإمكانها تقاسم المعارف والخبرات في مجال الوقاية ومحاربة داء السرطان، وذلك في إطار روح التضامن الجماعي.
ومن جانبها، نوهت السيدة الاولى بغينيا الاستوائية السيدة كونستانسيا مانغ دو أوبيانغ، بمستوى تنظيم هذا الحدث الكفيل بتسهيل تبادل التجارب في هذا الميدان، مستعرضة الخطوط العريضة لاستراتيجية بلدها في مجال محاربة السرطان، بالاضافة الى العوامل المؤدية الى الإصابة بسرطان عنق الرحم .
أما السيدة الاولى بجمهورية النيجر السيدة مليكة إيسوفو محامادو، رئيسة الجمعية النيجرية لمحاربة السرطان، فذكرت من جهتها، أن محاربة السرطان يعتبر من بين أولويات برنامج التنمية الصحية ببلدها، منوهة بالانخراط الشخصي لصاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى في مجال محاربة داء السرطان والنهوض بالجانب المتعلق بالوقاية.
ومن جهتها، أكدت عقيلة رئيس مجلس النواب بجمهورية بوركينا فاسو السيدة سيكا كابوري، على ضرورة تعزيز الانشطة الهادفة الى النهوض بالصحة من خلال إرساء علاقات شراكة بين الحكومات والجمعيات وباقي الفاعلين المعنيين، داعية الى ضرورة تعزيز قدرات الفاعلين في المجال الصحي والنهوض بتكوين الموارد البشرية وتحسين جودة الخدمات الصحية.
وقالت في هذا الصدد، إن السرطان الذي يصيب النساء ليس بالحتمي إذا ما تم إتخاذ الاجراءات الضرورية لمحاربته، ملحة على أهمية وضع إطار وتبني الميكانيزمات المناسبة من أجل تفعيل الانشطة المشتركة في هذا المجال بشكل تشاوري.
ودعت السيدة كابوري الوكالات التابعة لهيئة الامم المتحدة الى دعم ومساعدة المبادرات الوطنية من خلال تحسين وتعزيز الامكانيات المالية والبشرية لمحاربة هذا الداء بكيفية ناجعة.
وبالقاعة الشرفية، استقبلت صاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى صاحبتي السمو الملكي للأردن غيداء طلال ودينا ميريد، والسيدات الأول بكل من جمهوريات الغابون، و غينيا، وغينيا الاستوائية والنيجر، وعقيلة رئيس مجلس النواب لبوركينا فاسو.
ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى الى مقر الحفل، استعرضت سموها تشكيلة من القوات المساعدة، أدت لسموها التحية الرسمية، قبل أن يتقدم للسلام على سموها وزير الصحة السيد الحسين الوردي، ووالي جهة مراكش- تانسيفت- الحوز السيد محمد امهيدية، ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش السيدة فاطمة الزهراء المنصوري.
كما تقدم للسلام على سموها، السيدة جميلة عفيف رئيسة مجلس عمالة مراكش والمدير الجهوي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الاوسط، بالاضافة الى بعض أعضاء المجلس الاداري لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان .
وعلى إثر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، أخذت لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى وضيوفها صورة تذكارية.