فمنذ عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس٬ قدس الله روحه٬ إلى أرض الوطن من منفاه في مدغشقر حيث ولدت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة يوم 14 أبريل 1954٬ أسند جلالته لسموها سنة 1957 ٬ وهي لازالت صغيرة٬ رئاسة العصبة المغربية لحماية الطفولة٬ كرمز للمستقبل وإرادة ملكية سامية للنهوض بأوضاع الطفولة بالمغرب٬ حيث خطت سموها أولى خطواتها في الميدان الاجتماعي من خلال رعاية الاطفال والفئات المحرومة٬ وذوي الاحتياجات الخاصة. كما أولت أهمية خاصة للرياضة ولاسيما الفروسية٬ واكتسبت منذ صغرها صفة فارس.
وتقلدت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة عدة مهام ومسوءوليات في عدة مجالات ولاسيما في الميادين الرياضية والاجتماعية٬ وشغلت مهام رئيسة اللجنة المنظمة ل//أسبوع الفرس // الذي ينظم كل سنة بحلبة دار السلام بالرباط٬ ورئيسة حكام المباريات الوطنية للقفز على الحواجز ومدربة للفريق الوطني المغربي للفروسية٬ ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية منذ سنة 1999 . واعتبارا لما حققته من مكاسب ايجابية للفروسية بالمغرب٬ تم انتخاب سموها أول مسيرة رياضية إفريقية.
وقد توفقت الفقيدة صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة في أن تجعل من الفروسية رياضة شعبية تستمد جذورها من الأصالة المغربية والتقاليد العربية العريقة٬ حيث أعادت للفارس المغربي عموما وللفروسية المغربية التقليدية على وجه الخصوص مكانتها واعتبارها٬ وقامت بإدماج المعاقين ذهنيا في رياضة الفروسية .
وتجلت الاهتمامات الاجتماعية لسموها من خلال رئاستها لكل من العصبة المغربية لحماية الطفولة٬ والمنظمة المغربية للأمهات٬ والجمعية المغربية للفنون الواعدة التي تهتم بتنمية البرامج الفنية لدى الأشخاص المعاقين٬ فضلا عن رئاستها الشرفية ل/جمعية هدف/ لرعاية المعاقين. كما أولت سموها عناية خاصة لقضايا الأم من خلال برامج ومشاريع اجتماعية أشرفت على إنجازها لفائدة الأمهات وخاصة منهن اللائي تعيشن في وضعية صعبة.
كما جعلت سموها من حماية حقوق الطفل وصيانة كرامته أحد انشغالاتها الأساسية وخاصة ما يتعلق بالطفولة المحرومة حيث أولت رعاية للأطفال المحرومين من الأسرة٬ والأطفال ضحايا العنف وسوء المعاملة والتفكك الأسري والتشرد في إطار مقاربة شمولية عمدت إلى تجنيد كل الفعاليات الوطنية للنهوض بأوضاع هذه الطفولة.
وقد تجلى هذا الاهتمام من خلال اشراف سموها على تأسيس أول منتدى دولي للطفل المحروم من الأسرة وعلى توقيع عدة شراكات مع العديد من القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتنمية البرامج الاجتماعية التربوية المتعلقة بقضايا الطفولة٬ وكذا مواكبة كل المستجدات المرتبطة بتفعيل القوانين والتشريعات الوطنية وملاءمتها مع القوانين والمعاهدات الدولية٬ فضلا عن الدفاع عن حقوق الطفل في المحافل الدولية والعمل على تفعيل مقتضيات الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل التي وقعها المغرب سنة 1993 .
وكانت الفقيدة تولي اهتماما كبيرا أيضا لرعاية المعاقين وإدماجهم في المجتمع٬ حيث قامت سموها سنة 1994 بإحداث الأولمبياد الخاص المغربي والمساهمة في تأسيس اللجنة الجهوية للأولمبياد الخاص المغربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا٬ وتعبئة كل الجهود للنهوض برياضة المعاقين ذهنيا بالمغرب.
وعلى صعيد آخر ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة الدورة الثانية لألعاب الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالرباط سنة 2000 ٬ وحرصت على الرفع من مردودية الأولمبياد الخاص المغربي ومواكبة أنشطته ومنجزاته في الميدان٬ وظلت سموها تترأس اجتماعات مكتبه المركزي كل شهر٬ والسهر على تتبع تنفيذ كل البرامج والمخططات المرسومة والاشراف على عمليات التقييم والمتابعة.
وتعكس المكانة المتميزة التي يحتلها الأولمبياد الخاص المغربي على المستويين الدولي والجهوي مدى العناية البالغة التي كانت توليها سموها لرياضة المعاقين ذهنيا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
ويذكر في هذا المجال أن صاحبة السمو الملكي المرحومة للا آمنة انتخبت عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص الدولي في أبريل من سنة 2008 ٬ وحظيت سموها باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالقصر الملكي بمكناس حيث هنأها جلالته على انتخابها بالاجماع عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص لتمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.