وقد دأبت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء٬ منذ نعومة أظافرها٬ على الانخراط الفعلي في العمل الاجتماعي والخيري وفق رؤية تنبني على الإمتثال لقيم الوطنية والتضامن والحرص على دعم الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة٬ لاسيما الأطفال الصم والبكم٬ على اعتبار أن سموها تضطلع بالرئاسة الشرفية لمؤسسة للا أسماء للأطفال الصم والبكم.
وتماشيا مع القيم التي طالما تحلت بها الأسرة العلوية٬ لم تفتأ صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء تقدم دعمها النوعي للمؤسسة٬ وذلك من خلال حرص سموها شخصيا على متابعة شؤونها وتقديم شتى أنواع الدعم للأطفال الصم والبكم والسهر الدائم على راحتهم إلى جانب حضور مختلف التظاهرات المنظمة على مستوى المؤسسة.
وفي هذا الإطار٬ ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء٬ في 20 يونيو الماضي٬ حفل نهاية السنة الدراسية 2011 - 2012 بالمؤسسة التي تعد مركزا مرجعيا رائدا في المغرب والتي أرست منذ أزيد من 40 سنة التعليم الابتدائي للأطفال الصم.
وفي هذا السياق٬ ستمكن المؤسسة تلامذتها ٬ اعتبارا من الدخول المدرسي الحالي ولأول مرة في المغرب٬ من الاستفادة من التعليم الإعدادي والثانوي من أجل الحصول على شهادة البكالوريا.
وبخصوص التكوين المهني٬ وفضلا عن ورشات التطريز والخياطة والحلاقة والتجميل والفنون التشكيلية٬ تم هذه السنة إطلاق ورشتين٬ تهم الأولى فنون الغرافيك اعتمادا على الحاسوب٬ وينشطها تلميذ سابق بالمؤسسة٬ وتهم الثانية الطبخ٬ بما من شأنه تحقيق اندماج سوسيو- مهني ذي جودة عالية.
وبالموازاة مع ذلك٬ تم الانتهاء من الأشغال الرئيسية المتعلقة بمركز الأميرة للا أسماء الجديد للأطفال والشباب الصم٬ في حين ستنطلق قريبا الأعمال المتعلقة بالتجهيزات الدراسية والبيداغوجية والتقنية الخاصة بالمركز بمشاركة شريكين جديدين وهما "ماروك تيليكوم" و"ريضال".
وتطلب النمط الجديد الذي يعمل وفقه المركز وتزايد أعداد التلاميذ التي تتراوح ما بين 120 و 200 تلميذ٬ وضع استراتيجية تربوية وبيداغوجية جديدة على المدى القصير٬ وهو ما يستدعي قيام تعاون وشراكة مع كل من وزارة التربية الوطنية٬ ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن٬ ووزارة التشغيل والتكوين المهني٬ ووزارة الصحة .
والحري بالذكر أن مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم والبكم٬ التي أحدثت من طرف "ليونس كلوب" سنة 1968 وتستقبل سنويا ما بين 120 و130 طفلا٬ توفر تكوينا بيداغوجيا ذي جودة عالية أتاحت لعدد من هؤلاء الأطفال الاندماج في الحياة المهنية٬ ومن ثم فإنها أضحت مدرسة رائدة على الصعيد الوطني في مجال تلقين وتعليم الصم.
وتعد الأنشطة ذات الطابع الثقافي والرياضي٬ أيضا٬ في صلب اهتمامات صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء٬ إلى جانب ترؤس سموها لجمعية حماية الحيوانات والطبيعة.