وقال جلالة الملك في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة مساء يوم الثلاثاء ٬ بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة ٬ إنه "علاوة على السلطتين التنفيذية والقضائية ٬ فإننا ندعو جميع الهيآت المنتخبة ٬ بمختلف مستوياتها٬ إلى الالتزام الدائم بالمفهوم الجديد للسلطة٬ بكل أبعاده".
وشدد جلالته ٬ في هذا الصدد ٬ على أن يكون المنتخب في خدمة المواطن٬ وأن يرقى إلى مستوى الثقة التي وضعها فيه٬ بعيدا عن أي اعتبارات شخصية أو فئوية ضيقة.
كما أهاب جلالته بجميع الفاعلين والمسؤولين في مختلف المؤسسات ليكونوا في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقهم.
وأكد جلالة الملك أنه ٬ ووفاء بالقسم الخالد للمسيرة٬ "نواصل بكل ثقة وعزم٬ مسارها المتجدد على درب توطيد نموذجنا الوطني٬ الذي ارتضاه المغاربة جميعا".
وأضاف أن المغرب تمكن ٬ ولله الحمد٬ من تحقيق مكاسب هامة٬ بفضل "ما أقدمنا عليه٬ بإرادة خالصة ووعي ومسؤولية٬ من إصلاحات جوهرية سياسية ومؤسسية عميقة٬ وما أنجزناه من أوراش تنموية هيكلية٬ ومبادرات طموحة لتعزيز التماسك الاجتماعي٬ وضمان العيش الحر الكريم لمواطنينا٬ في تجاوب عميق مع التطلعات المشروعة لشعبنا الوفي".
وأبرز صاحب الجلالة أن هذا بالذات هو التوجه القويم الذي أجمع عليه الشعب المغربي٬ من خلال انخراطه الواسع في المسار الإصلاحي٬ الذي يقوده جلالته٬ مؤكدا بذلك ثقته الكبيرة في مؤسساته الوطنية وتوجهاته الاستراتيجية.
وأوضح أن ذلك هو ما تجلى في مختلف الإصلاحات العميقة٬ والمنجزات الكبرى التي راكمتها البلاد ٬ ومن بينها تكريس التداول الديمقراطي بين الأغلبية والمعارضة٬ الذي عرفه المغرب منذ سنة 1997 ٬ وذلك في إطار ممارسة سياسية طبيعية٬ وفي سياق حركية دائمة٬ وتوجه مستقبلي واضح الرؤية٬ سواء بالنسبة للمواطنين٬ أو لشركاء المملكة ٬ دولا ومجموعات.
وذكر صاحب الجلالة بأن الشعب المغربي قاطبة يخلد اليوم ٬ بكل اعتزاز٬ الذكرى السابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة٬ ليس فقط لكونها ملحمة وطنية٬ جسدت السلوك الحضاري للمغرب في استرجاع صحرائه ٬ وإنما باعتبارها أيضا إنجازا تاريخيا بامتياز٬ "لم نفتأ نستلهم منه قيم الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب٬ والإجماع الراسخ حول ثوابت الأمة ومقدساتها".