وقال جلالة الملك في الخطاب السامي الذي وجهه اليوم الاربعاء إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته العرش إنه "تجسيدا لتضامننا الملموس، مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المحنة، فقد كنا سباقين لتقديم دعم مادي لضحايا هذا العدوان، وفتحنا المستشفيات المغربية أمام الجرحي والمصابين منهم، وذلك إسهاما في التخفيف من معاناتهم، في هذا الظرف العصيب" مؤكدا دعم جلالته لجميع المبادرات الدولية البناءة، من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم، على أساس حل الدولتين.
وذكر جلالة الملك بالتوصيات القوية التي أصدرتها لجنة القدس، بمناسبة انعقاد دورتها العشرين، بمدينة مراكش، دعما لمفاوضات السلام، وحفاظا على الهوية الروحية والحضارية للقدس، من الانتهاكات الاسرائيلية اللامشروعة مشيرا إلى أن هذه الدورة عرفت أيضا اعتماد الخطة الاستراتيجية الخماسية لعمل وكالة بيت مال القدس الشريف، لدعم القطاعات الحيوية، من خلال مشاريع مضبوطة في برمجتها ووسائل تمويلها.
ودعما لصمود إخواننا المقدسيين في أرضهم، شدد جلالة الملك حرصه على مواصلة الوكالة لاعمالها الميدانية، وتقديم الدعم المباشر والملموس لهم، والتجاوب مع احتياجاتهم الملحة.
أما على المستوى العربي، فقد وصف الجلالة الملك الوضع الذي تعرفه عدد من دوله، بالكارثي ويبعث على الحسرة والانشغال العميق موضحا أن الازمة بكل من سوريا والعراق، ليست إلا تجسيدا لهذا الوضع الخطير، الذي تغذيه السياسات الاقصائية والصراعات المذهبية والطائفية، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة حجم المأساة الانسانية، التي يعانيها هذين الشعبين الشقيقين.
وأبرز أن الامر لا يتعلق بأزمة جهوية فقط، وإنما بمستنقع خصب لقوى التطرف والارهاب الاكثر عنفا، والاكثر تهديدا لأمن بلداننا، بل للأمن والاستقرار عبر العالم.
وقال في هذا الصدد "ما أحوجنا اليوم، إلى منظمة عربية متكاملة ومندمجة اقتصاديا، وموحدة ومنسجمة سياسيا، تجعل من عالمنا العربي قطبا جيو-سياسيا وازنا في العلاقات الدولية، قادرا على الدفاع عن القضايا العربية المصيرية" مبرزا أنه مما "يبعث على الاعتزاز، روابط الاخوة والتفاهم، التي تجمعنا بأشقائنا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والشراكة المتميزة التي تجمع بلداننا الشقيقة".