ووعيا منهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وأهمية الاستمرار في مزاولة أنشطتهم في ظل السياق الحالي من أجل تلبية حاجيات المواطنين من المنتجات الغذائية الضرورية، يبذل فلاحو ومربو الماشية بجهة الشرق أقصى الجهود لتحقيق هذا الهدف.
وفي ظل ارتفاع الطلب على المنتجات، يواصل جنود الخفاء هؤلاء العمل في احترام والتزام تام بتعليمات النظافة الفردية والجماعية حتى يتم تأمين تزويد السوق بالمنتجات بشكل منتظم ولا يعاني من أي انقطاع.
وعلى مستوى الضيعات والمزارع الفلاحية، يتحلى العمال الفلاحيون بالشجاعة والتضحية للاضطلاع بالمهام الملقاة على عاتقهم خدمة للوطن والمواطنين، لاسيما في ظل الارتفاع الكبير للطلب على المنتجات الفلاحية خلال شهر رمضان.
ولا يخفي هؤلاء الفلاحون الذي استبشروا خيرا بالتساقطات المطرية الأخيرة التي أنعشت الآمال وتحذوهم الرغبة في جعل المنتجات الفلاحية في متناول المستهلكين، فخرهم بالمشاركة في زخم التعبئة الوطنية الرائع.
وبالرغم من ذلك، يحرص هؤلاء الفاعلون الذين لا غنى عنهم في سلسلة الإنتاج الفلاحي على الإيفاء بالتزاماتهم في احترام تام لتدابير حالة الطوارئ الصحية التي أقرتها السلطات العمومية، وآليات الوقاية والحماية الذي اتم اعتمادها بهدف التصدي لانتشار جائحة (كوفيد 19).
وأكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، محجوب لحرش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أسواق الجهة مزودة بشكل عادي بجميع المنتجات وأن العرض يغطي بشكل كاف الحاجيات المتوقعة للأشهر المقبلة.
وأضاف أن الزراعات الربيعية على مستوى جهة الشرق تغطي أكثر من 3500 هكتار ، ضمنها 2000 هكتار مخصصة للبطاطس، مسجلا أن التساقطات المطرية الأخيرة وفترة جني بعض المنتجات الفلاحية التي تتزامن مع حلول شهر رمضان مكنت من الاستجابة للطلب واستقرار الأسعار، بالإضافة إلى انخفاض أسعار بعض المنتجات كالبصل والبطاطس والطماطم.
وأشاد في هذا الصدد بالعمل المضني والرائع للفلاحين والتدابير المتخذة من قبل المستثمرين وملاك الضيعات للتصدي لانتشار جائحة كورونا والحفاظ على السلامة الصحية للعمال عبر توفير مواد التعقيم والامتثال التام لتدابير الحجر الصحي، منوها في السياق ذاته بعدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا بالقطاع بالفلاحي.
وسجل السيد لحرش أنه بالإضافة إلى النشاط الفلاحي، استفادت جهة الشرق من عملية إنقاذ الماشية من خلال توزيع 400 ألف قنطار من الشعير المدعم على مربي الماشية بعمالة ومختلف الأقاليم التابعة للجهة، مؤكدا أن التساقطات المطرية الأخيرة مكنت من تحسين جودة المراعي وتخفيض التكاليف والنفقات بالنسبة لمربي الماشية.
وحسب المسؤول ذاته فإن التساقطات المطرية الغزيرة المسجلة خلال الأسابيع الأخيرة والارتفاع الكبير لمخزونات المياه على مستوى السدود، كان لها تأثير إيجابي على مختلف المحاصيل بالحوض السقوي لملوية (الشمندر السكري، والحمضيات، والبطاطس ...) ما يبشر بموسم فلاحي جيد.
في السياق ذاته، أكد الفلاحان رشيد السنوسي من جماعة مداغ وبوياشر رباح من جماعة الشويحية، التابعتين لإقليم بركان، أن النشاط الفلاحي متواصل دون عوائق تذكر، مع فارق وحيد يتمثل في أخذ إجراءات التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على محمل الجد، كالتعقيم واحترام مسافة الأمان الضرورية.
وأوضحوا أن حصيلة السنة الفلاحية الحالية جيدة وأن التساقطات المطرية الأخيرة كانت مفيدة جدا للقطاع الفلاحي فضلا عن أنه ليس لدى المواطنين ما يخشونه بخصوص تزويد السوق خلال شهر رمضان الجاري الذي يتزامن مع فترة الحجر الصحي، مشيرين إلى أن أسعار المنتجات الفلاحية مستقرة وفي متناول الجميع.
وأعربوا عن قناعتهم الراسخة بأن "هذه الجائحة ستزول وأن بلدنا سيواصل تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس طريق التنمية والتقدم بمزيد من التصميم والوضوح والعزم ".