تشغل هذه الشابة الثلاثينية، التي تجمع بين تكوين عال في القانون وخبرة متميزة في مجال الأعمال، منصبا إداريا رفيعا يرتكز نشاطها فيه على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا داخل منصة (TransparentBusiness)، ومقرها سان فرانسيسكو، المخصصة للتقنيات التي تتيح تسييرا أمثل للموظفين عن بعد. ويقترح الفرعان التابعان لها: (SheWorks!) و(Yandiki)، على الخصوص، تمكين النساء من الولوج إلى الوظائف مع مزايا تتعلق بالاستقلالية والمرونة.
لكن الأمر أكثر من مجرد مهنة، فالعمل من أجل تمكين المرأة وإدماجها يعد بمثابة شغف، بل والتزام بالنسبة لهذه الشابة المنحدرة من مدينة المحمدية، والتي نشأت في بوسطن حيث استقر والداها بحثا عن فرص أفضل.
تقول هند إنها تستمد الدوافع الملهمة والمحفزة لها من مسار والدتها، المرأة "الشجاعة" التي وقفت دائما إلى جانبها، لمساعدتها خطوة بخطوة على النجاح في دراستها والانطلاق في مسارها المهني.
وسجلت أن النساء، أكثر من الرجال، تم الاستغناء عن خدماتهن أو اضطررن للتخلي عن وظائفهن لتخصيص كامل وقتهن لأبنائهن. ومن هنا تأتي أهمية إنجاح هذا التحول وإحداث تأثير اجتماعي "باستخدام تقنيات بديلة لتقليص الفجوة بين الرجال والنساء".
وقد أدى الوباء بالفعل إلى تسريع التوجه نحو العمل عن بعد. ففي بداية هذه الأزمة واسعة النطاق، أُجبر ملايير الأشخاص حول العالم على الالتزام بالحجر الصحي. واعتمدت الحكومات والمقاولات على العمل عن بعد، وشرع عدد كبير من الشركات في نقل مهام معينة بشكل دائم إلى العمل عن بعد.
إن الحلول التي تقدمها (TransparentBusiness) تضمن أفضل الممارسات التي غدت الآن "مطلوبة بإلحاح وضرورية"، وفق ما كشفت عنه حباش في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن، المدينة التي استقرت بها مؤخرا سعيا لرفع تحديات جديدة.
العمل عن بعد وبشكل مرن سيبقى لفترة طويلة"، تقول هذه الشابة بابتسامة صريحة وخطاب سهل صقلته تجربة مهنية مميزة طيلة سنوات مع شركة عقارية كبيرة في نيويورك، قبل أن تكمل رسالة الدكتوراه في القانون وتحصل على رخصة لمزاولة المحاماة.
وأوضحت حباش أن موقع (!SheWorks) "يعمل على مساعدة المقاولات على تعزيز التنوع من خلال ربطها بمجموعة دولية من النساء المهنيات المعتمدات، مع توفير الأدوات اللازمة لتوظيف ومراقبة وتسيير الفرق الموزعة".
أما بخصوص المنصة الأخرى، (Yandiki)، فهي تربط المقاولات "بالمواهب المتخصصة التي تحتاجها لإطلاق مشاريع إبداعية محددة الأهداف".
وبصفتها المديرة الإقليمية للشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، فإنها تقدم استشارات بشأن الشراكات الاستراتيجية والنمو في المنطقة. وتشمل مسؤولياتها التفاعل اليومي مع الشركاء المحتملين في المنطقة، والتمكن من القوانين والنظم في مجال خصوصية البيانات.
وقد سبق لمعرفتها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن خدمتها بالفعل عندما كانت تعمل في قطاع العقارات في شركة (Sentinel Real Estate Corporation) في نيويورك. فقد كانت هند تشغل آنذاك منصب نائبة الرئيس ومديرة العلاقات مع المستثمرين في الشرق الأوسط، خصوصا منطقة الخليج، وكانت مهمتها تتمثل في تطوير المحافظ العقارية الأمريكية للشركة، من خلال التفاوض خصوصا بشأن التمويلات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وبعدما تم قبولها في نقابة المحامين بولاية نيو جيرسي، تقدمت مؤخرا لمزاولة المهنة في مقاطعة كولومبيا، مقر إقامتها الجديد.
وفي إطار مبادراتها لتقديم المساعدة والاستشارات القانونية للجاليات في وضعية هشة، انضمت هند إلى الجمعية الوطنية لهيئة المحامين العرب الأمريكيين. تقول هند إن "ما يحفزني هو مساعدة الآخرين بكل تعاطف ومواساة".
ولطالما كانت السيدة حباش نشطة في مجتمع "ريفير" (Revere)، الذي توجد به جالية مغربية مهمة، في ولاية ماساتشوستس، إلى جانب توليها مهام تسييرية داخل هيئات تربوية، لاسيما تلك التي تسعى للتحسيس بقيم المساواة والاندماج.
وفي دجنبر 2020، تمت دعوتها للانضمام إلى مجموعة من المهنيين للعمل كسفراء للإدماج، وهو برنامج أطلقته جامعتها السابقة، "سوفولك" التي يوجد مقرها بوسطن.
وتضم قائمة مشاريع هند الحالية تطوير شراكات لتمويل منح لمساعدة طلاب مغاربة على تمويل دراساتهم في الولايات المتحدة، وهو ما يجسد بالنسبة لها، هي المنخرطة في أنشطة أخرى بالمغرب، ارتباطها ببلدها الأم ورغبتها في المساهمة في تنميته.