وتتميز النساء الشرطيات بخصال مهنية جعلت منهن ركيزة أساسية في توطيد الأمن، والقيام بالمهام المتعلقة بعموم المواطنين والأجانب والوافدين بروح من المسؤولية والتفاني.
ومن بين هؤلاء النساء رشيدة ماوس، مفتش شرطة ممتاز بالأمن الجهوي بورزازات، التي تعمل في مصلحة حوادث السير، حيث تحاول تجويد عملها والاجتهاد في خدمة المرتفقين الذين يحلون بمكتبها بالمدينة، حيث تبصم على أداء جيد في مسار مهني يعد بالمزيد من العطاء المثمر.
وقد ولجت رشيدة ماوس، وهي الحاصلة على الإجازة المهنية بشعبة التسيير السينمائي والسمعي البصري، العمل في الأمن الوطني برتبة مفتش شرطة، ليتم تعيينها في مصلحة حوادث السير بالأمن الجهوي بورزازات بعد انتهاء مرحلة التدريب بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة.
وأهلها ذكاؤها وتطلعها للأفضل لتلج هذا المجال وتشتغل في مصلحة لها ارتباط وثيق، وبشكل يومي، بالمواطنين وبحالات حوادث السير التي تقع في النفوذ الترابي للأمن الجهوي بورزازات.
وقالت ماوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تقوم "بعدة مهام، من بينها استقبال المرتفقين، وتنظيم السجلات، ومهمة الكتابة، وإعداد الإحصائيات السنوية والشهرية الخاصة بحوادث السير".
وتضطلع مفتشة الشرطة ماوس بدور محوري في مصلحة حوادث السير بالأمن الجهوي بورزازات، معتبرة أن هذه المصلحة لها أهميتها، مثل جميع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني.
وتشتغل رشيدة ماوس في انسجام تام مع فريق عمل يتكون من كفاءات تؤطرها وتقدم المساعدة لها، في سياق عمل جماعي يروم تحسين المهام المنوطة بهم.
وتواصل هذه الشرطية تحدي الصعاب المتعلقة بحوادث السير التي تحدث في هذه المنطقة، متسلحة بمعرفتها القانونية وخبرتها التي اكتسبتها طوال مدة ليست باليسيرة في الشرطة.
وتقوم ماوس، التي تعمل كشرطية منذ 11 سنة، بصقل مواهبها في التدبير الإداري للمجال الذي تشتغل فيه، من خلال التواصل المستمر مع المواطنين الذين تستقبلهم والملفات التي تعالجها.
ولا يرى المرتفقون في عملها أي فرق بينها وبين الرجال الذين تعودوا التواصل معهم، لكون عمل رشيدة ماوس أضفى عليه طابعا لا يفرق بين الجنسين مادامت الأعمال المنجزة تتم باحترافية.
وتعمل ماوس، التي تتصف بالهدوء والجدية التي تميز شخصيتها، على التوفيق بين مهامها والتزاماتها في المنزل، حيث تقول إنها تحاول أن تستجيب لمتطلبات الشرطية المفعمة بالطموح والاجتهاد والواجبات المعقودة عليها في بيتها بالاعتناء بزوجها وأبنائها الذين يلقون منها الرعاية اللازمة.
إصرارها على الالتزام بالقيم الوطنية، جعلها تواجه الصورة النمطية حول المرأة، وإثبات أنه يمكن للنساء المساهمة في خدمة الوطن في كل المواقع والمهن التي يتقلدنها، لاسيما تلك التي كانت حكرا في وقت مضى على الرجال.
شعارها أداء الواجب المهني بكل تفان ونكران ذات، وهو ما يلمس لدى مرؤوسيها الذين يعبرون عن رضاهم بالعمل الذي تقوم به على جميع المستويات ونجاحها في المهام التي أوكلت إليها.
وأشارت رشيدة ماوس إلى أنها تطمح، مثل جميع الشرطيات، لبلوغ أعلى الرتب والمناصب العليا بالمديرية العامة للأمن الوطني، مضيفة أن الشرطي والشرطية يعملان على قدر المساواة، حيث فتحت المديرية العامة أبوابها لكلا الجنسين للولوج إلى سلك الشرطة، وهو ما يظهر بشكل جلي منذ فترة التكوين والتدريب.
واعتبرت أن اليوم العالمي للمرأة مناسبة لتهنئة المرأة المغربية عامة، والشرطية على وجه الخصوص، ودعوتها للمزيد من العطاء والاستمرار في التفاني من أجل تحقيق الأهداف والطموحات.