وقالت السيدة زولار حماني، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، "غادرت المغرب لكنه لم يغادرني"، مشيرة إلى أنها متشبثة بثقافة وتقاليد بلدها الأم المغرب، حيث عاشت حتى سن العشرين.
وراودت ابنة مدينة الدار البيضاء فكرة الاستقرار بالبرازيل ذات يوم من عام 1960 عندما زارت عما لها يقيم بساو باولو (جنوب شرق)، تلك المدينة حيث يتقاسم البرازيليون والمغاربة، تقول زولار حاماني، قيم كرم الضيافة والتعايش ذاتها. وبعد هذه الزيارة، قررت الاستقرار رفقة عائلتها في العاصمة الاقتصادية للبرازيل.
فهذه اليهودية المغربية، التي ارتوت من معين ثقافة التضامن المغربية خلال طفولتها التي قضتها بشارع ادريس الحريزي، نذرت حياتها للعمل الاجتماعي في إطار الاتحاد البرازيلي للخدمات الاجتماعية، وهو أكبر منظمة اجتماعية في البرازيل والتي شغلت فيها أيضا منصب نائبة للرئيس. وترى ابنة مدينة الدار البيضاء، التي أخذت على عاتقها مساعدة أطفال الضواحي والأحياء الفقيرة والمصابين بالسرطان منذ 18 عاما، في العمل الاجتماعي تحقيقا للذات.
وزولار حماني، التي استهواها العمل الانساني، هي أيضا عضو نشط في المركز الإسرائيلي لمساعدة القاصرين، الذي حدد كمهمة له رسم الابتسامة على وجوه الأطفال في وضعية هشاشة، وهو انشغال تضامني يتغدى من ثقافتها المغربية.
ولفتت إلى أن مظاهر تشبثها بثقافتها المغربية تتجلى في منزلها والتواصل بالدارجة المغربية كلما سنحت الفرصة وزيارة المملكة "البلد الذي يعرف كيف يكسب حب الآخرين" بشكل منتظم، معتبرة أن الترويج لصورة المغرب المشرقة واجب على الجميع، تماما مثل العمل على تعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والبرازيلي.
وقالت، في هذا الصدد، "منزلي هو بمثابة مركز للثقافة المغربية وهو مصدر فخر لي، لاسيما عندما يبدي ضيوفي من البرازيل إعجابهم به وبالأطباق التقليدية التي أقدمها لهم".
وشاركت عائلة زولار، في عام 2019، في برنامج مواهب الطبخ البرازيلي (عائلات وجها لوجه) على القناة التلفزيونية الشهيرة "إس بي تي" التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية. وقد شكلت هذه المشاركة لزولار حماني فرصة قدمت خلالها للجمهور البرازيلي بعض الأطباق الشهية التي يجود بها المطبخ المغربي.
وتمكنت عائلة زولار، التي مثلت ساو باولو، من بلوغ المرحلة ما قبل الأخيرة من البرنامج، وذلك بفضل المشاركة بتقديم الكسكس المغربي وأطباق تقليدية أخرى حظيت بإعجاب الجمهور.
وتابعت زولار حماني "كلما سنحت الفرصة، أحاول التعريف بثقافة المملكة والقيم الأصيلة والإنسانية المتجذرة في المجتمع المغربي. أعتقد أنه يتعين على الجالية اليهودية المغربية في البرازيل تنظيم نفسها بشكل أفضل والعمل بشكل أكبر على تقريب البرازيليين من تراثنا الثقافي".
وأكدت أن اليهود والمسلمين عاشوا دائما في جو من الوحدة والتسامح على مر القرون في المملكة، وهي قيم "يتوجب الاحتفاء بها مع الشعب البرازيلي".
ونجحت زولار (80 عاما) في أن تنقل لأبنائها وأحفادها، الذين يحرصون على زيارة المغرب باستمرار لتجديد الروابط مع بلدهم الأصلي، طريقة الحفاظ على حب المغرب، الوطن الأم الذي "لا زلنا نلقى فيه دائما نفس الكرم ونفس الود والتسامح"، والتعريف بتراثه المتجذر والمتفرد.