وأكد هؤلاء الدبلوماسيون، ومن ضمنهم سفراء سابقون، في معرض تدخلهم خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم كتاب "الجزائر .. عدم الاستقرار السياسي يديم القطيعة مع المغرب" والنسخة العربية لكتاب "المغرب-الجزائر: الحذر المتبادل" للصحفي والكاتب الطيب دكار، أن عداء النظام الجزائري للمغرب "قديم وثابت ومتصلب"، ويتجلى في تصريحات القادة السياسيين ووسائل الإعلام بكافة اتجاهاتها.
ولفتوا إلى أنه منذ حلقة الكركرات، أصبح النظام الجزائري "مرتبكا"، مسجلين أنه "يراكم الإخفاقات ، ومنغلق على نفسه في ذلك التوجه الثابت والرجعي الذي انتهجه سنة 1975 والذي لم يعرف كيف يتراجع عنه، وغير قادر على اتخاذ قرارات قاسية والاستجابة لليد الممدودة للمغرب".
وشدد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها النادي الدبلوماسي والمكتبة الوطنية للمملكة، على أنه "يتعين وضع حد للتهديدات وتلفيق الاتهامات الباطلة الهادفة إلى تكريس الحقد اتجاه المغرب"، معربين عن أسفهم لما تظهره الصحافة الجزائرية من "إجماع على عدائها اتجاه المغرب".
وخلال تدخله بهذه المناسبة ، أوضح السيد دكار ، المراسل السابق لوكالة المغرب العربي للأنباء بالجزائر العاصمة، أن "القطيعة بين الجزائر والمغرب قررها الجيش الجزائري الذي يواصل استهداف المملكة في قضيته الوطنية، وأمور أخرى".
وقال إن "الحل برأيي يمر عبر دمقرطة الجزائر"، مضيفا أن "هناك حاجة إلى ديمقراطية حقيقية تمنح الكلمة للشعب الجزائري، ديمقراطية يطمح لها الحراك وآخرون".
وأشاد المشاركون في هذه الندوة ، ومنهم السفيران السابقان عبد العظيم التبر وعلي عاشور، وكذلك رئيس النادي الدبلوماسي الطيب الشودري، بإصدرات السيد دكار، واصفين إياه بـ "الصحفي المخضرم" الذي عرف كيف يستفيد من تجربته الواسعة كمراسل في الجزائر العاصمة لتقديم نظرة مفصلة عن العلاقات بين المغرب والجزائر على مدى العقود الماضية.
وقال السيد التبر "إن الطيب دكار، المزداد بالجهة الشرقية القريبة من الحدود الجزائرية، كان منذورا لمسار قاده للاهتمام بالجار الشرقي"، مشيرًا إلى أن آخر كتاب للسيد دكار "الجزائر، وعدم الاستقرار السياسي يديم القطيعة مع المغرب" (منشورات فكر، 2022) "غني بالمعلومات عن الحياة في الجزائر، ويقدم تفاصيل مهمة عن مختلف المراحل التي ميزت العلاقات بين البلدين، والتي كان الكاتب شاهدا عليها".
من جهته، أبرز السيد عاشور أن الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي نشرها المؤلف في وسائل إعلام مختلفة بين فبراير 2019 وأبريل 2022، على مدى أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح أنه من خلال 436 صفحة من الكتاب، وأكثر من مائة مقال، يتحدث المؤلف عن الوضع في الجزائر، وعن أهم الأحداث التي جرت هناك، وتطور الوضع السياسي في هذا البلد، علاوة على العلاقات بين المغرب والجزائر".
يذكر أن الصحفي المغربي الطيب دكار، الحاصل على إجازة في القانون (الرباط) ودبلوم الدراسات المعمقة في علوم الإعلام والاتصال (باريس)، كان مراسلا لوكالة المغرب العربي للانباء في كل من وجدة وباريس والجزائر وبون وبرلين، ثم مديرا للإعلام بالرباط. وقد تم تعيينه في الجزائر العاصمة خلال فترة التحولات السياسية الكبرى، واندلاع العنف.