وثمن السيد أزولاي، في مداخلته ضمن ندوة احتضنها مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الفرصة "الغنية بالمعاني التي أتيحت له للتحدث بمقر هذه المنظمة"، وبالضبط بقاعتها الكبرى للمؤتمرات التي ضمت حضورا كبيرا .
وأبرز مستشار جلالة الملك الذي حل ضيفا على مبادرة "حوارات المستقبل" التي ينظمها مركز الاستشراف الاستراتيجي التابع للإيسيسكو : "أي بلد غير بلدي، المغرب، كان بإمكانه أن يجسد، مثلما نقوم به معا اليوم، هذه الرسالة الواضحة والقوية والمنفتحة حول ما يمكن أن يكون عليه التنوع والمواطنة والتعددية، وما يمكنها تحقيقه في بلاد الإسلام".
وأوضح أن "الأمر لا يتعلق هنا بممارسة بروتوكولية أو كلام مرتبط بظرفية ما"، مشيدا بالتطور الاستثنائي الذي يعرفه المغرب والذي يجسد الطابع الريادي والمتبصر للاختيارات الاستراتيجية والإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي الإصلاحات التي "كرست النموذج المغربي داخل المجتمع الأممي".
وخلص السيد أزولاي إلى أن هذا الواقع المغربي يتجسد اليوم على أوسع نطاق، مشددا على أن "توافق الآراء وانخراط ونضال وإرادة المجتمع المدني المغربي تزداد يوما بعد آخر للاستماع للجميع من أجل مغرب أصبح مرجعا على الصعيد العالمي في فن الممكن".
من جانبه، أبرز المدير العام للإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، أن هذه الندوة تهدف إلى الترويج للأفكار القادرة على إحداث التغيير من أجل رسم معالم مستقبلنا المشترك.
وأكد السيد المالك أنه "بفضل الحوار والتبادلات العميقة، فإننا نعيش في عالم مليء بالإمكانات اللامحدودة ونكشف عن مفاهيم جريئة من شأنها إعادة تشكيل مستقبلنا"، مضيفا أن الهدف هو "الخوض في مواضيع ذات أهمية متزايدة في عصر التغيرات المتواصلة والنماذج الاقتصادية المتغيرة والتحديات المجتمعية المعقدة، وبشكل خاص، التطور التكنولوجي غير المسبوق".
وقال إنه "بفضل هذه الندوة، نخوض جميعا مغامرة تتجاوز حدود الحكمة التقليدية، عبر تسخير قوة الفكر الجماعي لإيجاد أفكار عميقة تنير طريقنا نحو مستقبل أكثر إشراقا".