وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء بزيارة لمختلف مرافق المركز، حيث قدمت لسموها شروحات حول الفضاءات التي يتوفر عليها والخدمات التي يقدمها للأطفال الصم.
ويضم المركز، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 2550 مترا مربعا، 20 قاعة للدروس، وأربع ورشات مخصصة للخياطة والحلاقة والحلويات والمعلوميات، وخمسة مكاتب ومقصفا، وملعبا متعدد الرياضات، إلى جانب مرافق أخرى من شأنها تكملة أنشطة المركز.
إثر ذلك، زارت صاحبة السمو الملكي للا لأسماء أروقة شركاء المؤسسة، ويتعلق الأمر ب"الأذن البيضاء" و"كلية العلوم بالرباط" و"بروتوكول التكفل بالصمم" التابع لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية و"فضاء الوكالة الوطنية للتأمين الصحي" وفضاء "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".
وخلال هذا الحفل، قال منسق مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم، كريم الصقلي، إن "هذا المركز أكثر من مجرد مبنى، بل هو تجسيد لرؤيتنا المشتركة للإدماج وتكافؤ الفرص. إنه يرمز إلى عزمنا على كسر حواجز التواصل وفتح آفاق جديدة للأشخاص الذين يعانون من الصمم".
وأضاف السيد الصقلي أنه "بفضل المعدات الحديثة والبرامج التربوية المبتكرة وتفاني فريقنا، نحن على يقين بأن مركز الأميرة للا أسماء بطنجة سيصبح منارة للأمل والتحول في الجهة"، مضيفا أن الحفل يشهد "حضورا متميزا لعدد من الضيوف البارزين، فضلا عن حضور الشركاء المهمين للمؤسسة الذين طالما قدموا دعما متواصلا للمؤسسة".
وتابع بأن إنشاء هذا المركز تطلب استثمارا إجماليا قدره 15 مليون درهم، دون احتساب تكلفة الوعاء العقاري، موضحا أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت هذا المركز الاستثنائي رهن إشارة مؤسسة للا أسماء.
وذكر السيد الصقلي بأن تجهيز هذا المركز تم بفضل انخراط وتعاون الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وبعد ذلك، تابعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء عرضين حول حصيلة تمدرس التلاميذ بمراكز الأميرة للا أسماء والطلبة بكلية العلوم بالرباط قدمهما على التوالي السيدان العباس بوهلال، مدير مؤسسة للأ أسماء، ومحمد الركراكي، عميد كلية العلوم بالرباط، مسلطين الضوء على حصيلتهم الأكاديمية ومنجزاتهم.
إثر ذلك، تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء بتسليم جوائز الاستحقاق للخريجين الأوائل على دفعاتهم للموسم الأكاديمي 2022/2023، الذين حصلوا على شهادات البكالوريا والإجازة والماستر.
ويتعلق الأمر بالتلميذتين الأوليين على دفعة الباكلوريا العوفير أسماء التي حصلت على معدل 15,97، وجبارة زينب صاحبة معدل 15,93، إلى جانب الطالبة عمراني مريم الحاصلة على شهادة الإجازة، والطالب بدر الأصفر الحاصل على شهادة الماستر.
إثر ذلك، قدم المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حسن بوبريك، لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، حصيلة أولوية للتعاون المثمر بين مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم والصندوق.
وبهذه المناسبة، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء مراسيم التوقيع على اتفاقية تتعلق ببرنامج "أوراش"، واتفاقية شراكة بين مؤسسة للا أسماء للأطفال والشباب الصم ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وتتوخى الاتفاقية الأولى الموقعة بين مؤسسة للا أسماء ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، برنامج "أوراش"، إتاحة فرصة تدريب ما قبل التوظيف مؤدى عنه للمتدربين الصم بالتكوين المهني بمركز طنجة. وستتيح هذه المبادرة للمتدربين الاستفادة من تجربة مهنية ملموسة مع مواصلة تكوينهم.
أما الاتفاقية الثانية، فتنص على دعم مالي بقيمة مليوني (2) درهم، تمنحه وزارة الشباب والثقافة والتواصل للمؤسسة لدعم المشاريع المتعلقة بالتواصل والشباب والثقافة.
من جهة أخرى، وعلى غرار الدار البيضاء، وفرت ولاية طنجة تطوان الحسيمة للمؤسسة مقرا مهما من أجل إحداث مركز لتقويم السمع تتمثل مهمته في استقبال أطفال الجهة الذين تم تشخيص إصابتهم بالصمم أو ضعف السمع أثناء فحص السمع لحديثي الولادة.
وتم بهذه المناسبة التركيز على الأهمية الكبرى للتعاون بين مؤسسة للا أسماء ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والرامي إلى تقوية قدرات المؤسسة في تقديم الدعم بفعالية أكبر للأشخاص الصم وضعاف السمع.
وبهذه المناسبة، قدمت لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء شروحات حول
وبفضل هذا التعاون، تم إرساء بروتوكول التكفل بالصمم الذي تم تقديمه لصاحبة السمو الملكي من طرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد خالد آيت الطالب.
كما ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء إطلاق حملة تحسيسية واسعة النطاق تحت شعار "أذن بيضاء"، وتهدف إلى تسليط الضوء على إعاقة الصمم، وإعطاء صوت لأولئك الذين غالبا ما يكونون متوارين في المجتمع.
وتتجلى هذه الحملة في التوزيع المجاني لدبابيس رمزية على شكل آذان بيضاء، والتي صممت منه أجل تعليقها على ملابس الأشخاص الذين يعانون من الصمم أو ضعف السمع.
وقال السيد الصقلي إن "الدبابيس تعتبر وسيلة صامتة لكن قوية من أجل إيصال رسالة واضحة مفادها : (أنا ضعيف السمع، الرجاء أن تتحدث معي بصوت أعلى وأنت تنظر إلي دون تغطية فمك"، مضيفا أن هذه الشارات لها معنى عميق، فهي بمثابة تذكير دائم بالواقع اليومي للأشخاص ضعاف السمع، مع تشجيع الآخرين على نهج سلوكات تواصلية مناسبة.
وسجل أنه من "خلال ارتداء هذه الدبابيس بفخر، يعبر ضعاف السمع عن رغبتهم في الفهم والاحترام المتبادلين"، موضحا أنه "لمواكبة هذه الحملة، نعتزم كذلك بث كبسولة توعوية على التلفاز بمشاركة عدد من المشاهير المغاربة الملتزمين".
وفي ختام الحفل، أخذت لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء صورة تذكارية مع تلاميذ وطلبة دفعات البكالوريا والإجازة والماستر برسم الموسم الدراسي 2022 / 2023.
وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء قد استعرضت، لدى وصولها إلى مقر مركز للا أسماء للأطفال الصم بطنجة، تشكيلة من القوات المساعدة، أدت لسموها التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، ووزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة سالم بن محمد المالك، وشخصيات أخرى.