وتعتبر المنصة، المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برسم المرحلة الثالثة (2019 - 2023)، الخاصة ببرنامج "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب" فضاء واعدا للشباب حاملي المشاريع لتحقيق استقلاليتهم.
فبعد أن استهواهم العمل المقاولاتي، سارع العديد من شباب المنطقة إلى فضاء المنصة لطرح مشاريعهم الجديدة والمبتكرة الهادفة إلى إنشاء مقاولاتهم الخاصة، و تحسين دخلهم وتعزيز اندماجهم في النسيج الاقتصادي المحلي.
في هذا السياق ، أكدت الشابة آسية المحيريݣ صاحبة مشروع "آسية كلوست حجاب فاشن" والتي تعمل في مجال تصميم أزياء المحجبات، أن فكرة المشروع جاءت بعد حصولها على الإجازة المهنية بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ودبلومي الخياطة العصرية والتقليدية.
وأوضحت صاحبة 23 ربيعا أنه بمجرد ما أن علمت بوجود منصة الشباب قدمت مشروعها، منوهة بحسن الاستقبال الذي حظيت به والتكوين لمدة ثلاثة أشهر الذي تلقته بعد الموافقة على مشروعها.
وأضافت أنه بعد مرحلة التكوين وموافقة اللجنة على تمويل مشروعها ، أطلقت ورشة للخياطة الخاصة بها وحصلت على المعدات اللازمة لمهنتها الجديدة.
وتابعت أن أطر المبادرة الوطنية في مواكبة مستمرة لمشروعها الذي يشغل 5 فتيات، معربة عن سعادتها بتحقيق حلمها وصناعة اسم خاص بها في عالم أزياء المحجبات.
وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع 110.800 درهم، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها بمبلغ 99.720 درهما ضمن برنامج البرنامج الثالث، فيما كانت مساهمة صاحبة المشروع بمبلغ قدره 080 11 درهما.
وغير بعيد عن مشروع آسية، يوجد مركز الشاب حسام للحساب الذهني والدعم المدرسي في مادة الرياضيات"، الذي أكد صاحبه أنه استفاد كثيرا من نصائح المتخصصين بمنصة الشباب سيدي سليمان في إنشاء هذا المركز الذي كان ثمرة مجهود حلم به وآمن به إلى أبعد الحدود.
وقال إن الفكرة الأساسية هي إنشاء مركز دروس دعم في المساء ، علما أن المؤطرين في المنصة نبهوه أيضا بأنه من الضروري التفكير في الأنشطة التي يمكن القيام بها خلال النهار من أجل تحقيق مردودية أفضل.
ومن هنا، يضيف الشاب حسام، نشأت فكرة إقامة أنشطة الحساب الذهني والشطرنج ، مشيرا إلى أنه خضع للتدريب لمدة ستة أشهر في هذا المجال واستفاد من الدعم الشامل، بالإضافة إلى تعلم كيفية تجسيد الفكرة والاطلاع على التدبير المالي للمشروع.
وفي هذا الإطار، أكد حسام أنه أقام شراكات مع مدرستين خاصتين لقيادة أنشطة الحساب الذهني والشطرنج لفائدة تلاميذ المؤسستين ويطمح إلى المزيد من الشراكات للمضي قدما بهذا المشروع.
وبلغت التكلفة الاجمالية للمشروع 040. 70 درهما، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها ب 63.036 درهما ضمن برنامج البرنامج الثالث، فيما كانت مساهمة صاحبة المشروع بمبلغ قدره 7004 دراهم.
ولم تفت حسام الفرصة لتوجيه الدعوة للشباب بإقليم سيدي سليمان للاستفادة من خدمات المنصة لإطلاق مشاريع ذاتية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي هذا الصدد، يقول عبد الغني رداد، مسؤول جهوي بالمركز المغربي لدعم المقاولات الاجتماعية، أنه في إطار الشراكة بين المركز والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتم استقبال الشباب بعد توجيههم والتعرف على مشاريعهم والمراحل التي قطعتها في التنفيذ بهدف مواكبتهم"، مضيفا أن المركز يوفر برنامجين، الأول قبل الإنشاء والثاني ما بعد الإنشاء.
وأشار إلى أنه في برامج ما قبل الإنشاء، يخوض المرشحون دورات تدريبية من أجل خلق أفكار مشاريع"، مبرزا أن المرشحين ينخرطون بعدها في ورشات عمل وتكوينات تستمر ما بين ثلاث إلى ستة أشهر من المواكبة وبعدها تسلم لهم شواهد.
وفي مرحلة ما بعد الإنشاء، يضيف رداد، يعمل المركز على إعداد مخطط المشروع والوثائق القانونية الضرورية من أجل دخول مرحلة التمويل، مؤكدا أنه يتم تقييم المشروع من قبل لجنة خاصة والتي تبث في المشاريع المؤهلة للحصول على التمويل.
وسجل رداد أن المركز يواكب المشاريع التي يتم تمويلها خلال فترة تمتد ما بين 12 شهرا إلى 24 شهرا، مشيرا إلى أن الهدف من المواكبة هو ضمان نجاح المشاريع ومساعدة أصحابها على تطوير حسهم المقاولاتي والمضي قدما في اقتراح أفكار مبتكرة ومتجددة.
يشار إلى أن تنوع المستفيدين من المشاريع التي تندرج في إطار البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب" إلى جانب مشاريع أخرى للشباب، يعكس مقاربة النوع المعتمدة في انتقاء المشاريع، والاهتمام المستمر بدعم وتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب على صعيد إقليم سيدي سليمان.