وفي هذا السياق، أكد البلجيكي-المغربي، خالد حناوي، رئيس جمعية "الجالية 24"، أن "الفقيدة عائشة الخطابي، التي تشكل وفاتها خسارة كبرى بالنسبة للوطن، كانت وطنية متشبثة أيما تشبث بثوابت المملكة".
وقال الفاعل الجمعوي المنحدر من مدينة الناظور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الراحلة آمنت على الدوام بمغرب موحد، وما انفكت تؤكد اعتزازها بمغربيتها وبملكها".
وأضاف أن الفقيدة كانت بمثابة ذاكرة حية لمنطقة الريف وشهاداتها أغنت تاريخ حركات الكفاح ضد الاستعمار في مختلف جهات المملكة، موضحا أن التاريخ سيذكر "امرأة مغربية جسدت صوت الحكمة".
من جهته، أبرز الهولندي-المغربي، عيسى مزياني، الفاعل الجمعوي وعضو الحزب الديمقراطي المسيحي بهولندا، الخصال التي تميزت بها المرحومة عائشة الخطابي، باعتبارها شخصية وطنية دافعت دوما عن وحدة المغرب وشعبه وعن سيادة المملكة ووحدة ترابها.
وذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد استقبل الفقيدة عائشة الخطابي، بمناسبة الذكرى الـ 19 لاعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين، لافتا إلى أن هذا الحدث شكل مصدر فخر كبير بالنسبة للراحلة، ولكن أيضا بالنسبة لجميع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي تظل متمسكة على نحو قوي بوطنها الأم.
وبحسب السيد مزياني، فإن رحيل عائشة الخطابي، الشخصية الوطنية التي قدمت المثال في حب الوطن والتمسك بثوابت الأمة، يشكل خسارة كبرى بالنسبة للمغرب، داعيا إلى الحفاظ على ذاكرة الشخصيات الوطنية التي تحمل دروسا للأجيال الصاعدة.
وأضاف أن الفقيدة عائشة الخطابي ترمز لقيم الوحدة والتضامن التي تميز الشعب المغربي، والتي تجسدت مرة أخرى في الاستجابة لتداعيات زلزال الحوز، خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جانبه، تذكر قاسم أشهبون، الفاعل الجمعوي النشط بهولندا، الفقيدة كـ "مدافعة قوية عن وحدة الأمة وثوابتها وقضاياها المقدسة".
وأشار إلى أن الفقيدة جسدت الارتباط القوي لعائلة الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي وأبناء منطقة الريف بشخص جلالة الملك، موضحا أنها كانت تؤمن إيمانا راسخا بنهضة المنطقة بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك لمدينة الحسيمة سنة 2000 غداة اعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين.
وجرت مراسم تشييع جثمان الراحلة عائشة الخطابي، بعد ظهر اليوم الخميس بالدار البيضاء، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة، تم نقل جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير بمقبرة الرحمة حيث ووريت الثرى. وجرت هذه المراسم، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيدة وذويها، وعدد من الشخصيات.
وكانت الراحلة التي ازدادت سنة 1942، قد انتقلت للعيش بالقاهرة والدراسة بها قبل أن تختار العودة إلى المغرب غداة وفاة والدها.